يقولون قليل من النقد لا بأس به، تلفت الأنظار للأخطاء وتقوم المعوج ولينتبه الغافل وليستقيم المقصر، ولست من هواة جلد الذات، ولكن لا بد من الحديث بصراحة وبصوت عال، من آن لآن، على الأقل من باب تسجيل موقف والبراءة أمام الرب عز وجل والناس والنفس من بلاوي بعض البشر.
وعلى ذكر البلاوي، والابتلاء، وبغض النظر عن كيفية نشأت وباء كورونا هذا، من المتسبب وكيف انتشر بهذه السرعة، أعتقد نحن بالخليج، بالذات بالكويت، محتاجون الى وقفة جادة مع الذات لدراسة الموضوع من كل جوانبه من الناحية الإدارية، كيف أخطأنا وأين أصبنا وكيف السبيل لتفادي مثل هذه المواقف المحرجة بالداخل والخارج مستقبلا.
شكرا كورونا، كشفت لنا حجم المآسي التي تتحملها الدولة من العمالة السائبة وتجار الإقامات، شكرا كورونا لأنه كشف لنا عن ان هناك عصابات تتاجر بإقامات العمال بالخارج في بلدانهم قبل الداخل، شكرا كورونا لأنها كشفت لنا كيف تحولت تلك العمالة السائبة إلى ما يشبه القنبلة الموقوتة وكيف أصبحت هذه القضية بالذات مادة للابتزاز الرخيص لتحقيق أكبر قدر من الكسب المادي، شكرا كورونا لأنها كشفت عن أن العامل الذي اشترى الإقامة المخالفة في بلدي وهو في بلده لم يخرج منها وبمئات الدنانير هو شريك أصيل في تلك الجريمة، شكرا كورونا لأنها كشفت عن ان البعد الأمني لمشكلة التركيبة السكانية مخترق، وانه لا يوجد بعد نظر لدى الحكومة ولا خطط سليمة لإصلاح هذا الخلل الذي اصبح في مثل هذه الظروف هاجسا أمنيا.
كورونا كشفت لنا بعض مسؤولينا أقوال و(شوو) إعلامي فقط لاغير، كشفت لنا خطر الواسطة والمحسوبية على أمن الوطن وصحة مواطنيه بلا مبالغة، كورونا كشفت لنا عن ان بعض البشر، كنا نظنهم اهلا لنا وخلانا، فتحنا بلادنا لهم طيلة 50 عاما وأكثر، مع أول أزمة انكشفوا ولم يعد ينفع معهم لا علاج بالمجان ولا مقرات إيواء بالمجان ولا وجبات غذائية يوميا بالمجان ولا حتى تذاكر سفر بالمجان، وقفت سفارات بلادهم للفرجة فقط دون عمل حقيقي على ارض الواقع في حين قام المتطوعون من شباب الكويت وقوى الأمن على خدمتهم، وفوق كل هذا مو عاجبهم، ما نالنا منهم إلا الشغب والسباب، كورونا كشفت لنا عن أقنعة كثيرة لبسها البعض مصلحة، المهم هذه الدروس المجانية عساها تجد آذانا صاغية عند المسؤولين، لا تجاملوا بالكويت فليس لنا غيرها، وربي من وراء قصد السبيل، والسلام.
نغزة: إلى أحدهم، «الحمد لله أني كويتي، ويا غريب كون أديب».