أعلم أن الكثير منكم لم يسمع عن هذه الشركة قط، ولكني أحببت أن أشارككم بعض المعلومات عن هذا الإنجاز الخليجي الإماراتي العظيم، الذي أكمل عامه العاشر هذه السنة، عزيزي القارئ انت احد عملاء هذه الشركة الإماراتية العظيمة سواء علمت بذلك أم لم تعلم، مادمت تستخدم الطائرات أيا ما كان نوعها للسفر والتنقل من قارة إلى قارة ومن بلد إلى بلد فأنت احد عملاء هذه الشركة وأهم موجوداتها.
شركة «ستراتا» الإماراتية أنشئت ضمن برنامج «مبادلة» الإماراتي الهادف إلى توطين الصناعات الثقيلة وذات التكنولوجيا العالية في الإمارات استعدادا لمرحلة تكوين اقتصاد صناعي بعيد عن منتجات الهيدروكربون، فهي بالكامل شركة مملوكة للحكومة الإماراتية، تقع في مدينة العين بالقرب من الحدود مع عمان، وهي إحدى أشهر الشركات الصناعية الإماراتية ليس في الخليج فقط ولكن في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، ولكن ما الخدمات والمنتجات التي تقدمها هذه الشركة التي أعطتها هذه القيمة الاستراتيجية؟
باختصار عمل الشركة الأساسي هو إنتاج قطع أساسية لصناعة الطائرات لتحقيق التكامل الصناعي مع المصانع الأساسية لهذه الطائرات في بلدانها، تلجأ بعض الدول إلى إيجاد بيئة عمل أخرى تكون تكلفة الصناعة فيها أرخص من المقر الأساسي للشركة الأم، وبهذا تلجأ الكثير من شركات الطيران الكبرى مثل بوينغ وإيرباص الفرنسية وبومباردييه وغيرها لتصنيع ما تحتاج إليه طائراتها من مكونات الذيل وأجنحة الطائرة وأنظمة الهيدروليك وغيرها من قطع الكاربون فايبر والألمنيوم المقوى في الإمارات، ومن ثم تصدر إلى مصانعها الرئيسية لتجمع هناك مع الأجزاء الأخرى، إحدى فوائد العولمة الاقتصادية بلا شك، وهذه دلالة كبيرة على الثقة التي تبديها تلك الشركات ومن ورائها حكومات بلادها في الاقتصاد الإماراتي وبيئة العمل والاستثمار في دولة الإمارات.
عن نفسي أعشق تلك الأمثلة التي تكسر الصورة النمطية عن دول الخليج، صحراء وخيمة وبئر بترول، ليس الأمر هكذا أبدا، بل علم وثقافة وصناعات في كل مجال حتى لو كان مجالا تقنيا وحساسا مثل صناعة الطيران، تخيل الآن أن كل طائرة تطير حاليا تحمل في طياتها قطعا رئيسية كتب عليها «صنع في الإمارات» من كان منكم يتصور ذلك، شركة «ستراتا» أحد أهم الأمثلة العربية قاطبة في توطين الصناعة والاستثمار في الإنسان، إليها ننظر نحن أبناء الخليج الهادر بكل فخر وزهو، ويلوموننا بعد في حب الإمارات، ويستاهلون كل الخير أبناء زايد وفي الختام سلام.
نغزة: متى حكومتنا تتعلم وتسوي مثل الإمارات؟ ما الذي ينقصنا؟ الهمة أم النية؟