لا أدري ما الذي حصل في هذا العالم، أين ذهبت الإنسانية، أين الإحساس، أين الضمير، كيف صار وضع البشر الأخلاقي أسفل سافلين ضاربين بكل القيم البشرية الحميدة في كل الشرائع وكل الديانات عرض الحائط؟
يا ربي ما أقسى بعض البشر، الألم كبير يصعب حتى على الكلمات المختارة أن تصفه، أتكلم هنا عن قضية الطفل السوري، عن صراخه عن دموعه عن توسلاته عن محنته، وعن وحشية وإجرام المغتصبين، عليهم من ربي ما يستحقون.
الأسبوع الماضي، انتشر في وسائل التواصل فيديو وقح، صوره شخص مجرم وقح، وهو يعتدي ويطارد طفلا سوريا لاجئا في لبنان، لا أدري في أي منطقة في لبنان، الطفل المسكين كان ضحية اعتداء من ثلاثة وحوش، وبعضهم يقول ثمانية، ولم يكن هذا الاعتداء وليد اللحظة، بل كان متكررا كما ذكر من نقل الخبر بتويتر، والعهدة على الراوي، تصوروا كمية الألم في الفيديو، يتوسل اليهم ولم يرحموه، هؤلاء المجرمون ارتكبوا جريمتهم وصوروها ليحلو لهم تذكرها حينما شاؤوا، الى أي درجة للتحجر وصلت إليها تلك القلوب، ما رحموا حاله وهو لاجئ في بلد غريب بعيد عن الديار والأهل، ما رحموا ضعفه وقلة حيلته هو وأمه المسكينة التي تتعرض الآن لشتى الضغوط حتى تتنازل عن الشكوى، يا له من إجرام، بل تكالبوا عليه كأن روحه حلال ونفسه حلال ودمه حلال، ونسوا أو تناسوا أن الديان حي لا يموت، عليهم من ربي ما يستحقون.
على ذمة ناقلي الأخبار والعهدة على الراوي، ألقي القبض على أحد هؤلاء الوحوش البشرية، أما الباقي فقد هربوا وكل التجأ إلى عشيرته التي تؤويه، تبا تلك العشيرة وتعسا لتلك العصبية التي تحمي المغتصب، أراهم كأنهم اشتركوا في الجريمة وكأنهم حرضوا عليها، فليعذرني القارئ على ما احتوت عليه هذه المقالة من قسوة، أنا هنا أتكلم كأب مثل كل الآباء، في قلبي غصة وحرقة من هذا الإجرام، ومن إهمال وسائل الإعلام العربية من الانتصار لهذا الفتى المسكين، يظهر أن إعلامنا العربي، البعض وليس الكل، لا يهتم إلا بأخبار التافهين، أكرر عذري، هذه المرة للفتى السوري، الهارب من جحيم الحرب في بلده، ضحية توحش بعض سقط المتاع، بُني لا أملك إلا قلمي وعساه أن يلفت الانتباه لقضيتك أنت وأمك المسكينة، وإذا لم ينصفنا البشر فرب البشر موجود، هو كفيل بأخذ حقك يا بني وحق كل مظلوم، لك مني خالص الدعاء بظهر الغيب، والختام سلام.
٭ نغزة: كما تدين تدان، يا له من تهديد.