مع قرب شهر رمضان الفضيل تستعد القنوات التلفزيونية المختلفة لعرض ما لديها من برامج مختلفة ومسلسلات، وغيرها من البرامج المتنوعة، وبعض هذه القنوات يقيم المؤتمرات الصحافية لعرض خطة رمضان كأحد أساليب جذب المشاهدين، والآن أصبح هناك سباق كذلك على البرامج الدينية ومشايخ الفضائيات، ولكن هناك القليل من القنوات والبرامج المعروضة في شهر رمضان هدفها توصيل رسالة إيجابية للمجتمع وتغيير ثقافة الأمة.
خواطر الشقيري.. احد البرامج المميزة الذي يعرض في شهر رمضان الفضيل، ونلحظ من خلال مشاهدة خواطره حجم المعاناة التي يعانيها الشاب المبدع احمد الشقيري، لكي يغير ثقافة مجتمع للأفضل، وبشهادة القاصي والداني خاصة ما عرضه عن «اليابان» وثقافة الشعب الياباني وحجم الإصرار والتحدي الذي يمتلكه، ويقول الشقيري: «خرجت من اليابان، وأنا أحمد الله انه يوجد يابانيون على الكرة الأرضية، لأنهم جسدوا لي الأخلاق النبوية».
كثيرة هي المبادئ اليابانية التي عرضت في خواطر كانت مميزة، من قيم وأخلاق كالتواضع والنظام واحترام الوقت وبالدقائق وأدب الحوار، حيث تجد من العيب ان يرن الهاتف في الأماكن المغلقة احتراما لشعور الآخرين، ولكن من المبادئ التي لفتت انتباهي ايضا مبدأ «كايزن» ويعني التطوير الدائم في مناحي الحياة المختلفة سواء في العمل او البيت، تطويرات صغيرة ولكنها مستمرة حتى تحدث تغيرات كبيرة بعد ذلك، وهو مبدأ رائع لو طبقناه في حياتنا وفي أعمالنا.
ما يقوم به الشقيري اليوم في برنامجه المميز «خواطر» هو بمنزلة الرجل الذي يتحمل مسؤولية نفسه ومجتمعه، وهو محاولة لتعديل مسار الأمة حتى تسير على الجادة الصحيحة والسليمة، وعلى عكس الكثير من القنوات والبرامج التلفزيونية التي أصبحت معاول هدم وليست بناء، بل وتتفنن في إفساد وفساد أخلاق المجتمع.
يقول الشقيري: «مشيت في الشوارع اليابانية فرأيت الكثير من الأخلاق النبوية، هي في الحقيقة أخلاق اتفق عليها كل الفلاسفة والمفكرين والأنبياء والمصلحين، فالكل متفق على ان النظافة أمر أساسي وشيء إيجابي، الفرق بيننا وبين اليابانيين انهم طبقوا مبدأ النظافة بينما اكتفينا نحن بالكلام عنه والوعظ عن أهميته فقط، وهكذا في الكثير من الأخلاق الأخرى».
akandary@