لا يخفى على أي مراقب لأنماط الحياة السائدة في هذه الأيام إلى أي مدى بلغ تأثير الماديات عليها وكيف طغت على جل العلاقات الاجتماعية ولم تسلم منها أنبل الروابط الأسرية!
لذلك من يريد إصلاح ما يمكن اصلاحه فلن تستطيع ذلك بالأساليب التي تغرق في المثالية وتريد للناس أن يكونوا ملائكة!
بل يجب أن ينزل للواقع ويوزع اللوم على كل مستحقيه ولا يحمّل فئة كل اللوم لحساب فئة أخرى!
فمن يريد أن يعالج مشكلة العقوق التي تفشت في هذا الزمان يجب عليه أن يلوم الآباء الذين قصروا في التربية قبل أن يلوم الأبناء الذين كانوا نتيجة طبيعية لمقدمات كثيرة أهمها سوء التربية!
فالآباء الذين لا يؤدون واجبات الأبوة تجاه أبنائهم.. المنطق يحتم عليهم عدم انتظار بر أبنائهم!
فالنفوس البشرية ضعيفة لا تستطيع إخراج أفضل ما فيها في ظروف لا تستخرج إلا أسوأ ما فيها!
وإن حصل وبر الأبناء فهذا فضل مضاعف لهم على فضل الأبناء الذي يتبادلون مع آبائهم الإحسان والبر!
وأسأل الله أن يضاعف لهم أجر البر.. لأنهم استطاعوا السباحة عكس سيل الطبيعة البشرية النزاعة للانتقام ومبادلة الكراهية بالكراهية والتقصير في الحقوق بالتقصير!
a_do5y