«متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»! هذه العبارة لم يقلها كارل ماركس أو غوستاف لوبون أو جيفارا! بل قالها أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب لأحد أبناء أفضل الصحابة رضوان الله عليهم في واقعة رسمت معنى الحرية الحقيقية وسطرت عبر التاريخ، لكن للأسف بسبب قلة الوازع الديني واضمحلال القيم الإسلامية لدى البعض نرى فئة قليلة من البشر لازالت تعيش في العصر المظلم أو الإقطاعي، يظن البعض وهم ذاهبون إلى مكاتب استقدام العمالة أو في تحويل الإقامات أنه في سوق «الرقيق» وقد اشترى عبدا!، فيثقل على هذا الخادم المغترب الذي ترك كل من يحب من أهل وأحباب بحثا عن لقمة العيش هاربا من سوء المصير ليفاجأ بسوء المنقلب!
في أحد الأيام كنت في إحدى «الدواوين» وكانت الساعة الواحدة ليلا، فأراد صاحب «الديوانية» أن يطلب من المطعم، فسأل أخاه «وين الحمار؟» أجلّكم الله، يقصد السائق! فأجابه الأخ بأنه نام ليستيقظ مبكرا من أجل توصيل الأطفال إلى المدارس، فقام الرجل بإيقاظه وأرسله إلى المطعم، وعندما عاد بالطعام، أرسله أخوه الآخر مرة أخرى إلى نفس المطعم لطلب آخر! وعندما رجع السائق لم ينتبه، من شدة التعب، إلى وجود «استكانة الشاي» في طريقه فسكبها فانهالت عليه سلسلة من الشتائم والإهانات التي لا تتمناها حتى لعدوك! وعاقبوه وأرسلوه إلى محطة الوقود ليملأ إحدى السيارات حتى وصلت الساعة 4 فجرا ثم اعتقوه، علما بأن المطعم لديه خدمة توصيل سريعة جدا!، وبعدها بفترة سألت عن السائق فأجابوني بأنه هرب ولكن صعقت من رد صاحب الديوانية قال لي «شفت الدلع شسوى»؟!.
الخلاصة: هؤلاء بشر لديهم مشاعر وأحاسيس وكرامة يبكون ويفرحون، فلا تحملوهم فوق طاقتهم. القدر هو من وضعهم عندك ونفس القدر قد يضعك يوما ما في نفس موقفهم فاختر كيف تحب أن تعامل لأنك كما «تدين ستدان».
أخيرا: تذكر دائما أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ويقول الله عز وجل لها«وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين».