الخصوصية تعني اصطلاحاً: قدرة الأشخاص على إخفاء المعلومات المتعلقة بهم لكي لا تصبح معروفه لدى الآخرين، وفي ظل الغزو الغاشم من مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا المتطورة في الحقبة الأخيرة انتهكت خصوصيات المجتمع، وأصبح الجميع لديه هوس التصوير لجميع لحظاته سواء كانت خاصة أو عامة حتى أصبحت عند البعض عرفا، فعندما يأتي الطعام قبل الأكل يذكرون أنفسهم بالتصوير بدلا من التذكير «بالبسملة» كما هو معتاد!
وتدرجت هذه الآفة حتى بلغ الأمر بالبعض تصوير محارمه «نسأل الله العافية» في لحظات وأمور خاصة، والبعض يصور المشاكل الأسرية ويعطي تفصيلا دقيقا عما يدور في منزله، والبعض ينشر صور أبنائه عبر مواقع التواصل، حتى بلغ البعض أن يصور لحظات الدفن في المقبرة، حتى الأموات انتهكت حرمتهم، فلم تعد هناك أي خصوصية لدى الأسرة، وهدمت البيوت وكثرت قضايا الجرائم الإكترونية، (في الماضي كان يقولون للبيوت أسرار، الآن أصبحت للبيوت «سنابات»).
ورغم التطور السريع للتكنولوجيا لا زال البعض ينتهك خصوصياتك بالنظام التقليدي القديم، فقد تواجه في بعض الأماكن العامة أو الخاصة بعض الأشخاص «الفضوليين» الذين تجمعك بهم علاقة سطحية جدا ويتم من خلال هذه الجلسة «استجوابك» عن عملك ومرتبك وهل لديك قروض أو لا وهل تسكن في إيجار أو سكن خاص، وبكم اشتريت سيارتك، ويسألك عن تكاليف «المهاد» الذي ولدت فيه إلى الكفن الذي ستموت فيه! وهذا النوع حتى تتخلص منه يجب عليك أن تقدم له «ملفاً» يحتوي على شهادة راتب وشهادة تفصيلية من البنك مع صورتين شخصيتين بخلفية زرقاء وطابع بدينار.
يقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم) المائدة: 101.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) رواه الترمذي.
الزبدة: أنعم الله علينا بنعم كثيرة منها الستر، فلا تنتهكوا أستاركم بأيديكم، ومن المهم جدا تفعيل دور الرقابة الأبوية للأسرة في ظل التطور الخطير لمواقع التواصل الاجتماعي، ولا تشاركوا الجميع حياتكم الخاصة، فليس الكل يتمنى لكم الخير.