لا شك أن المواطن له الأولوية في حق التوظيف والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات التي تقدمها الدولة، ونتفق في وجود خلل في التركيبة السكانية ووجود عمالة سائبة بأعداد كبيرة تفوق عدد سراق المال العام في الكويت، مما يوجب إيجاد حل جذري وسريع لهذه المشكلة لكن بطرق أكثر تحضرا وتطورا، تخلو من الخطابات العنصرية المتخلفة والرجعية التي تدعو إلى الكراهية والتجريح والازدراء والظلم وانحلال الأخلاق والقيم الراسخة في المجتمع.
تعتبر الكويت مركزا إنسانيا يحتذى بين دول العالم لما تقدمه من مساعدات خيرية للدول المنكوبة واللاجئين حول دول العالم، كما أن الشعب الكويتي ضرب أروع الأمثلة من خلال التبرعات الضخمة التي تخرج سنويا من الكويت، ومن المؤسف أن نرى اليوم ارتفاعا ملحوظا في الخطابات العنصرية الغوغائية ضد المقيمين في الكويت من شتى الجنسيات تحت مسمى «وافدين».
والحقيقة أن العنصرية هي «الوافدة» على المجتمع، وما أثير مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو يستنكر أصحابها استمتاع عوائل المقيمين بمرافق الدولة العامة مثل الشواطئ والأسواق وغيرهما ما هي إلا مبالغة وعنصرية لا تمثل أخلاق الشعب الكويتي، كما ندعو الى تطبيق أشد العقوبات على من يخالف القانون كائنا من كان، ونؤكد أن العمل الفردي السيئ لا يمثل شريحة كاملة.
الزبدة: عند دخول المسجد تسقط جميع الألقاب والمناصب والجناسي ويتساوى الوزير والخفير في صف واحد لا فرق بينهم إلا بالتقوى.
إن العنصرية إذا تفشت في المجتمع لن تقف فقط بين المواطنين والوافدين، بل ستذهب إلى أعمق من ذلك في المستقبل.