لا شك أن الأصعب من الألم أن نعيش بألم ويأس لما فيه هذا الزمن من إحباطات وحدوث أزمات يومية متكررة نحن نعيشها ونتلمسها كل يوم، ولا نقوى على الوقوف ضد تياراتها الجارفة والمحزنة التي تحيل حياتنا إلى زوبعات تدمر كل ما لدينا من خلجات نفسية إنسانية وفكرية تاركة لنا ذكريات أليمة ترتبط بأذهاننا مدى الحياة، حقيقة نقولها لماذا نحن هائمون في هذه الحياة ونحن لا نقوى حتى الدفاع عن أنفسنا، إن صرخات الظلم تشق عنان السماء وتهيم في بحور الحياه اليائسة، وحقيقة تقال نحن البشر من الصعوبة أن نحيا بلا عمل لأننا بلا عمل تصبح عقولنا في بلادة دائمة والنشاط والعمل الدائم يحرك كل هذه الطاقات والطموحات والفلسفات التي تبدد كل سلبيات هذه الحياة الروتينية التي نعيشها وحتى نحقق طموحاتنا لابد لنا أن نتثقف وأن نرتقي بعيدا عن كل الغرور الذي يحطم كل مبادئنا السمحة التي تدرجنا عليها في كويت الخير.
ومن الصعب أن من يسقط منا في وادي الحياة السحيق الذي لن تسمع أنينه ولن يستطيع أحد منا إنقاذه، ومما لا شك فيه أن أصعب ما في الحياة هو أن نجد أنفسنا سجناء الآخرين الذين يجروننا وراء أفكارهم العفنة ويزجون بنا في أنفاق مظلمة بدعوة أنها الديموقراطية وحتى نخرج جمعيا من هذا النفق المظلم فلابد أن نتخلص من السجن الرهيب الذي أوجده لنا آخرون وهم ممن لا يحبون الوطن، لأن من سار على دروبهم الوعرة إما مجنون أو أن يكون معتوها، لذلك دعونا نترك أخطاءنا في أدران الماضي ونودع الجهل الذي عشعش في عقول بعض الجهلاء من أعضاء مجلس أمتنا ودعونا نفتح صفحة جديدة بيضاء في حياة قادمة مضيئة وأن نوقف نزيف جروحنا التي سببها لنا أعضاء التأزيم لشارعنا الذي كان ردحا من الزمن من أنظف الشوارع هدوءا.
دعونا مرة أخرى يا أبناء وطني الحبيب نطوى آلامنا وأحزاننا ونتكاتف وراء حكومتنا الرشيدة بعيدين عن التوترات والمهاترات، وبعيدا عمن لا يهمهم جرح الوطن وشق وحدة الصف، وهؤلاء نقول «هذا محال، فالكويت ستبقى وتعلو تحت راية صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح».