القلب يتأوه حزنا، والأعماق تبكي دموعا، وحنايا الضلوع تتمزق ألما، والجروح غائرة محملة بأرتال العذاب الإنساني وقسوة الزمن بأنين سياطه المتلاحقة.
هناك صرخات عذاب تشق عناء السماء، الأمهات ثكالى ممن فقدن فلذات أكبادهن، وأنين وألم لزوجات حيارى تلبدت غيوم سوداء داكنة على سماء مستقبلهن وبجانب آخر أطفال أبرياء تحولت سعادتهم إلى تعاسة وفرحتهم إلى كآبة لطوفان قاس قلع شجرة ظلهم وشرخ دفء حنانهم عيون تحترق وإنسانية تتعذب على صفيح ساخن أحدثته فئة ضالة من المجتمع، انحرفت مع عصابات البغي والعدوان، هذه الفئة قذرة من تجار الموت وبائعي السموم (المخدرات) ايدز عصرنا الحاضر، الذي لا يرحم الورود الصغار التي تتساقط وهي في خريف عمرها، حقيقة مرة وواقع ملموس بأن بؤر الفساد وشياطينهم يسرحون ويمرحون من دون حساب أو رقيب، ينخرون كالسوسة في أجساد شباب الوطن وبناة مجده وحضارته، الذين سقطوا بأعداد كبيرة في مستنقع لتجار الفسق والفساد، أعداء الله الذين لا يهمهم أمر الوطن ولا حب الوطن ولكن جمع الأموال القذرة من مصدرها الحرام لتضاف إلى أرصدتهم نارا تكوي جلودهم وجباههم بإذن الله تعالى يوم يقفون أمام الواحد القهار، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
هناك ألم شديد وحزن عميق يطعن القلوب ويفري الأكباد لشباب اصفرت وجوههم وزاغت عيونهم وتحجر نبضهم وامتصت عافيتهم فقد نخرت سوسة المخدرات، أجسامهم، وشلت عقولهم، فأصبحوا أكواما من اللحم لا حراك فيها، فبكتهم الطيور في أعشاشها والأشجار بأوراقها والأزهار بأكمامها، والكل حزين لهذا الغزو الخطير الذي زحف علينا فاخترق جدران البيوت وتسلق أسوار المدارس وقفز بداخل المستشفيات حتى السجون المحكمة لم تسلم من وبائه، وهناك إحصائية هائلة ومخيفة تؤكد ان هذه السموم حصدت أرواح ألوف الضحايا من خيرة شباب وشابات الوطن وذبحتهم من الوريد للوريد، وهنا نتساءل بألم وحسرة من المسؤول عن غزو المخدرات الإجرامي الذي فتك بأرواح أبناء وبنات الوطن؟ أهي الدولة..؟!.. الأمن؟!.. المنزل؟!.. المدرسة؟!.. التعليم...؟! المجتمع؟! هل هناك حماية لمثل هؤلاء المجرمين؟!
هل هناك تراخ في اتخاذ أقصى العقوبات وهي الإعدام كما طبقته الدول الأخرى التي سلخت جلودهم قبل أن تسلخ جلود أبنائهم؟! أم هناك مافيا دولية منظمة يتربص بها أعداء لنا عن طريق تخريب الشباب واختراق كل حصوننا المتهالكة ليضعفوا بنيتنا التحتية؟ اللهم احفظ كويتنا الحبيبة من كل سوء تحت ظل الوالد القائد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح.