يخطئ من يعتقد أن النفط والمال هما ثروة الشعوب، فالواقع أن رأسمال الدولة هو شبابها الذين يمثلون الرصيد الأساسي في بنوك المحبة والولاء، وإذا نجحت أي دولة في تهيئة شبابها لتحمل مسؤولياتهم الحالية والمستقبلية عندها تكون قد وضعت نفسها بثبات في ركب التقدم والازدهار، وأخذت مكانها في مصاف الدول الكبرى، وتطلعت إلى المستقبل المشرق الذي تبتغيه.
فلابد لنا من توجيه الشباب التوجيه الصحيح في مراحله السنية المختلفة ليست مستحيلة، وقد لا يتسع المكان هنا لذكر كل المرافق الشبابية التي تهيؤها الدولة أو هيأتها بالفعل، لكن يكفي الإشارة، ونحن نسجل هذه الكلمات على مسمع ومرأى المسؤولين كظاهرة تستحق الاهتمام، وكنموذج عملي لتبني الدولة للمواهب والكفاءات الشابة لصقلها وتنميتها وتدريبها على سبل البحث العلمي والابتكار والاختراع.
وأنا شخصيا من المتابعين لنشاطات المخترعين والمبدعين الكويتيين ويلفت نظري بين حين وآخر اختراعات ومبتكرات بعض الشباب العلمي، وبعضها بالفعل يستحق الاهتمام وعلى أرفع المستويات، وفي هذا الصدد ملاحظتان لابد من تسجيلهما:
٭ الملاحظة الأولى: أن تتبنى الدولة ومؤسساتها العلمية المخترعات المتميزة التي يقدمها الشباب ومساعدتهم في تسجيل براءات الاختراع وعمل سجل خالص بها حتى يسهل بعد ذلك متابعتها.
٭ الملاحظة الثانية: أن يهتم من هم على رأس المسؤولية في المؤسسات المعنية بالأبحاث والاختراعات التي لها صلة بشكل أو بآخر بحياتنا اليومية وبيئتنا ومناخنا، مثل أبحاث الطاقة الشمسية أو أبحاث ومبتكرات من شأنها المساهمة بتوفير الطاقة وابتكار أساليب للعزل الحراري، وتوفير سبل الأمان في السيارات، وغيرها الكثير من الأبحاث التي يحتاجها مجتمعنا وبلدنا الحبيب.