هذه الرسالة الأخوية نعممها إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأن التدخين قد حرمه الإسلام لما يسببه من أضرار للإنسان ومن حوله.
والعلماء المسلمون قد أفتوا بأنه ضار بالفعل، لذلك أنتم ترون على علب السجائر تحذيرا من خطر التدخين، وقد حفظ الإسلام النفس والمال والعقل وهناك دلائل استدل عليها العلماء لحرمة التدخين وهي على النحو التالي:
أولا: الأدلة من القرآن الكريم وهذا قال الله تعالى: (ويُحلّ لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث) «الأعراف: 157».
ومعلوم ان الطيبات، يقول المسلم عند تناولها «بسم الله» ويقول عند الانتهاء منها «الحمد لله» والسجائر ليست من الطيبات كذلك فعلمنا انها من الخبائث المحرمة وقال الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) «سوره النساء: 29».
والدخان يقتل الملايين سنويا بالسرطان وغيره، فهو قتل بطيء للنفس، قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) «سوره البقرة 195».
والمدخن يلقي بصحته ونفسه إلى الدمار وربما الهلاك، قال الله تعالى: (ولا تبذر تبذيرا * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) «الإسراء 26-27»، والمدخن يبذر ماله على الدخان ويصرفه في معصية الله عز وجل والأولى به أن يصرفه في سبيل الله وعلى أهله وعياله، فهل من الرشد أن يشتري الإنسان مضرته بماله؟!
ثانيا: الأدلة من السنة المطهرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار). رواه الإمام أحمد وصححه العلامة الألباني، وهذا نهي والنهي يفيد التحريم.
ثالثا: فتاوى كبار العلماء في التدخين أفتى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله تعالى، بتحريم الدخان وأنه لا يجوز شراؤه ولا بيعه ولا المتاجرة فيه، وأنه لا يجوز صحبة من يتناوله.
(فتاوى إسلاميةج.2). وأفتى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين، رحمه الله تعالى، بتحريم الدخان.
(مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ج11 ص248). وأفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية بتحريم التدخين الدخان.
(فتاوى إسلاميةج2، ص176)، وأفتت دار الإفتاء المصرية (الدكتور نصر فريد واصل) بأن التدخين حرام بكل المقاييس الشرعية. (في 25 جمادى الأولى 1420).
أخي المسلم لا شك أن الدين النصيحة وقد يقول المدخن إني لا استطيع الإقلاع فنقول له إن هذا إيهام وتلبيس من الشيطان أو ظرف عارض من أثر الإدمان فإن كثيرا من الناس اقلعوا عن التدخين وعن الخمر والمخدرات، واعلموا أنكم تعصون الله عز وجل عند كل سيجارة تشعلونها، وان التدخين يجر إلى ما هو أكبر منه، فتب إلى الله وأقلع فورا، وقوّ عزيمتك وجاهد نفسك واصبر واعلم انك مأجور على ذلك وعليك بالدعاء واستعن بالله ولا تعجز والله يعين من استعان به بصدق ومن تاب تاب الله عليه قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء والقلبة وأنه إليه تحشرون) «الانفال: 24».
و لا شك أن المدخن يؤذي الناس فهو يجبرهم على استنشاق الدخان الذي يضرهم وهذا ما يسمى بالتدخين السلبي أو الجبري أي أنهم رغما عنهم وعندما يدخن أمام أولاده فإنه يكون قدوة سيئة لهم فيشبون على محبة الدخان وربما يكون سببا في إقدامهم على شيء آخر اكبر من التدخين.
عزيزي القارئ لا يوجد إنسان مسلم عاقل يقتل نفسه بنفسه، القاتل نفسه يدخله الله نار جهنم، لذلك فالتدخين هو موت بطيء للإنسان حيث هناك الملايين بالعالم من البشر الذين يتساقطون من شجرة الحياة يوميا، حيث يموت أكثر من مائة ألف مدخن أي ينتحر بمعناه الصحيح، لذلك نحذركم من هذه الآفة الخطيرة وأمراضها القاتلة حفظكم الله منها، وعنها فحاذر، إذا كنت عزيزي من المدخنين فبادر فورا بالإقلاع عنها، وعش سعيدا صحيح الجسم أنت وأسرتك.