لا شك أن الله جل جلاله أمرنا بأن ندعوه ونلجأ إليه وحده في الرخاء والشدة، ومما لا شك فيه أن ذلك الإنسان المخلوق الضعيف يحتاج إلى الله سبحانه وتعالى في كل نبضة من نبضاته وفي كل نفس من أنفاسه، فالله جل شأنه هو الرحمن الرحيم العطوف الرؤوف ويقول عز شأنه في كتابه العزيز: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان..) «البقرة: 186».
وقوله تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون) «النمل: 62».
ونحن لابد أن نقتدي بالأنبياء والمرسلين الذين يلجأون إلى الله بالدعاء في كل وقت مستورثين به في كل أمورهم، ومن ذكره القرآن بهذا الخصوص قول الله العزيز: (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين، فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين) «الأنبياء: 89 - 90».
وقد استجاب الله عز وجل للمؤمنين الذين استغاثوا في معاركهم: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) «الأنفال: 9»، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه «اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك».
وعجيب لمن يخشى العذاب في الدنيا كيف يقول عند الاستغفار والله يقول: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون).