أبوبكر الصديق هو خليفة المسلمين، واسمه عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله تيمنا عليه باسم ابيه، كما ان له لقبا آخر سماه له الرسول صلى الله عليه وسلم «عتيق» وذلك لعتقه من النار، وقد لقب بالصديق لأنه أول من وقف مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه، كما انه أول من أجاب الرسول للإسلام من الرجال وآمن به وصدقه.
وابوبكر رضي الله عنه له من الأبناء ستة: عبدالله، أسماء، عبدالرحمن، عائشة، محمد، وأم كلثوم، وكان الصديق ملازما لمكة لم يتركها إلا للتجارة.
أبوبكر الصديق وصفاته
يروى عن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، انه قال: من هو اشجع الناس؟ قالوا: أنت، قال لا، قالوا: فمن هو إذا؟ قال: ابوبكر الصديق.
ويعتبر ابوبكر الصديق رضي الله عنه أول خطيب دعا إلى الإسلام كما كان رضي الله عنه ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه كل المعارك ورافقه ايضا بغار حراء، حيث ذكره الله سبحانه وتعالى بقوله جل شأنه في كتابه الكريم (ثاني اثنين إذ هما بالغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ـ التوبة: 4).
ويعتبر ابوبكر الصديق من الصحابة الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز، حيث قال جل شأنه (وسيتجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ـ الليل: 17)، وذلك عندما أسلم ابوبكر رضي الله عنه وكان لديه أربعون ألف دينار أنفقها في سبيل الله.
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في «أرحم أمتي بأمتي أبوبكر» وكان الصديق زاهدا في حياته شديد الإيمان، وكان عافا ذا مروءة ويعتبر أول من جمع القرآن وأول من سماه مصحفا، وأول من سمي خليفة، وأول من ولي الخلافة، وأول خليفة فرض لرعيته العطاء، وأول من اتخذ بيت المال، ويروى ان ابا بكر اشترى بلالا رضي الله عنه من أمية بن خلف وعتقه لوجه الله تعالى، فأنزل الله فيه هذه الآية الكريمة: (والليل إذا يغشى ـ الليل: 1) إلى قوله: (إن سعيكم لشتى ـ الليل: 4).
وكان ابوبكر يعتق العجائز من النساء إذ أسلمن، فقال له ابوه: أراك تعتق أناسا ضعفاء فلو أنت أعتقت رجالا أقوياء، قال له الصديق رضي الله عنه: يا أبت أنا أريد ما عند الله ونزلت هذه الآيات بحقه رضي الله عنه (فأما من أعطى واتقى ـ الليل: 5).
والصديق يعتبر أعلم الصحابة وأذكاهم، ومن دعوات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لأبي بكر قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل ابابكر معي في درجتي يوم القيام» وهذه السيرة العطرة للمبشر بالجنة، حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر الصديق رضي الله عنه.
اللهم اجعلنا جميعا نسير على هداه.