لا شك أن الأرض.. الوطن.. العزة.. الكرامة.. هي أغلى ما في الحياة، وأجمل من ذلك أن يضحي الإنسان من أجل وطنه الذي خرج من رحم أرضه الطاهرة ثم كبر وكبرت معه طموحاته وآماله.. كم هو رائع أن يكون للوطن أبطال مبدعون.. عشاق لتربة هذا الوطن الغالي.. يحبون الأرض.. الوطن.. الديرة الطيبة. لا شك أن المحن علمتنا أن نجعل صدورنا دروعا تحمي الوطن، وأرواحنا قربانا لغداء الوطن.
إن شعبنا العريق والأصيل وشبابنا الطموح الكويتي النشط أثبت أنه على مستوى المسؤولية منذ أن دنس الغزاة العراقيون المجرمون بأقدامهم القذرة أرض الوطن، حيث تكاتفت الأيدي لشباب الوطن كقوة ووحدة واحدة، وأذاقوا القوات العراقية الغازية الويلات وأقلقوا مضاجعهم إلى أن ولى هؤلاء الطغاة مذعورين مهزومين ومدحورين يجرون وراءهم الخيبة والمذلة والعار عن أرض الوطن، ليضرب هؤلاء الشباب الأبطال بذلك أروع التضحيات الإنسانية في تقديم أرواحهم هدية لتحرير الوطن بعد أن روت دماؤهم الطاهرة أرض المحبة والخير والسلام.
والحقيقة تقال إن وراء هؤلاء الأبطال أبناء الكويت الأحرار أمهات وزوجات الشهداء كن كذلك قمة في العطاء والتضحية، حيث قدمن أرواح أبنائهن فداء لتحرير الوطن حتى انتصر الحق على الباطل وانجلت الغمة وعاد الجميع إلى أحضان الوطن لينعم بالدفء والاطمئنان، ونحن بدورنا نقدم هذه السطور نتحدث عن «خنساوات الكويت» أمهات الشهداء لم نقصد التحيز، ولا التمييز بين أم وأخرى، كلهن كن أبطالا وفي مستوى المسؤولية الجسيمة، إلا أنني أردت أن أبين مدى صمود وقوة تحمل المرأة الكويتية المؤمنة المخلصة لوطنها، وبلا شك أم مثل هؤلاء الأمهات رغم استشهاد أكثر من ابن لهن، ولكنهن صبرن وصابرن حتى يكون ذلك العمل الرائع في ميزان حسناتهن يوم يقوم الحساب عند رب العالمين.
اللهم احفظ هذا البلد من شر الحاسدين، وأنعم علينا بالأمن والأمان تحت ظل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح.