لا شك أن الديموقراطية ترتبط ارتباطا وثيقا بالحرية لأنها أساس البناء الديموقراطي، ولا يمكن فصل الديموقراطية عن الحرية، فهما تركيبة واحدة تكملان بعضهما البعض.
ومن أهم أهداف الديموقراطية حماية حقوق الأفراد والجماعات على حد سواء. والديمقراطية لها منافذ عديدة، حيث إذا ساء استعمالها فإنها تؤدي إلى الانحراف الذي ينجم عنه الصراعات والمناوشات ولا الفكرية الفيروسية.
لذلك، يجب على الشعوب والجماعات المحبة لهذه الديموقراطية أن تتحلى وان تتقبل الروح والتقاليد الاجتماعية والالتزام بها أثناء الممارسات والحوارات والمناقشات والمناظرات الديموقراطية في إطار العلاقات الإنسانية مع اختيار الألفاظ والعبارات المناسبة التي تخلو من التجريح والسب والقذف والتطاول على الآخرين من دون وجه حق، فالديمقراطية ليست مجرد فرد العضلات والالتفاف حول الإعلام وأضوائه، فهذا كله يضعف أسمى معاني الديموقراطية الحرة ويجرنا إلى أن نسير في نفق مظلم خاطئ يهدم أسس وقواعد الديموقراطية التي ننشدها وننادي بها بالمساواة والحقوق والواجبات لكل أفراد المجتمع.
ومن المعروف أن الجماعات الديموقراطية والأمم المترابطة لا تبني مجدها عن طريق الأوهام والأحلام الهشة إنما تبنى عن طريق واقعي ملموس يشحذ الهمم والطاقات ويضيء النور في أركان وأساسات هذه الديموقراطية.
كما أن الإبداع هو أحد مشاعل الحرية لحل كل المشاكل المتعلقة بإبراز هذه الديموقراطية التي هي في الحقيقة ملك الأجيال، فالديموقراطية السليمة الهادفة تبني ولا تهدم، فهي عماد التنمية الفكرية التي تقف ضد الطوفان الذي يجرنا للمشاكل والمخاصمة، كذلك هي نور الحقيقة.
وأخيرا وباختصار، من كل هذا نستطيع القول إن الديموقراطية الحرة هي نبراس للشعوب المتطورة والطموحة والتي ترغب باللحاق بقطار الديموقراطية الدولية بشرط أن تبعد عن التيارات الهوائية والمزايدات والمهاترات ودغدغة مشاعر الشعوب المزيفة، فالأفعال غير الصادقة ستكشفها لنا الشعوب المثقفة وتنحدر معها هذه القيادات إلى الهاوية، فالشعوب التي تحترم قيادتها وولي أمرها فعلا هي الشعوب المتحضرة التي ترجو الخير لوطنها ومواطنيها، وتبذل كل ما في وسعها من أجل إسعاد مواطنيها في يسر ورخاء وسلام.