تعتبر النوادي العلمية بمنزلة رسالة تربوية تسعى إلى تحقيق مفهوم التنمية الشاملة الشخصية ونبراس يهدي الشباب إلى المشاركة الفعلية والإيجابية في الحياة الاجتماعية، وذلك لا يأتي إلا عن طريق صقل المواهب المتدفقة بالحيوية ممزوجة بباقة من العلوم المتطورة حتى ينهل الشباب منها ما يشبع رغباتهم وميولهم واتجاهاتهم ويحقق أهدافهم العلمية والعملية.
ولا شك في أن الجوع الفكري هو أقصى أنواع الجوع لأنه يقوم بالتهام المادة الشهية التي ينتجها المطبخ الفكري بصورة مستمرة. ومما لا شك فيه أن جيلنا الحاضر بحاجة إلى الاستزادة العلمية والمعرفية كوجبة دسمة من وجباته الأساسية التي يقبل عليها بشغف لقتل وقت الفراغ بعمل منتج ومفيد ليحقق ولو جزءا من ذاتيته التي ظل طويلا يبحث عنها، ليقوم بعدها هؤلاء الشباب بتنفيذ ابتكاراتهم العلمية المتنوعة في جو من الجدية والثقة.
ولابد لنا أن نعرف أن للنوادي العلمية رسالة مقدسة قادرة على صقل مواهب الشباب المتعددة وإتاحة الفرصة لها لكي تعيش في مناخ علمي سليم وحقيقة لابد أن نتعرف عليها، فالتخطيط العلمي السليم هو من أصعب التخطيطات التربوية التي تتميز بحساسية، خاصة أنها تتطلب خبراء متخصصين في البرامج العلمية على مستوى فني رفيع لإخراج خطط علمية مدروسة تنطلق بأفكار الشباب وتحلق بهم في سماء العلم والمعرفة.
نحن كقادة لابد لنا أن نوفر كل ما يحتاجه الشباب من إمكانيات ومعدات متطورة لندفعه للمستقبل بخطوات كلها ثقة وأمل من أجل البناء التكنولوجي لكويت الماضي والحاضر والمستقبل.