لا شك أن كلا منا له طموحاته في الحياة، والرغبة في تحقيق الأهداف الدنيوية السامية والنبيلة هي أساس الرقي والتطور.
إن ميــدان الحياة واسع يسع كــل البــشر للوصول إلى ما يطمحون إليه من آمال بطرق ميسرة وقريبة من إرادتهم وأيديهم لتتحقق ذاتيتهم وإخضاعها لصوت العقل ليتعرف كل منهم على إمكـــاناته وقدراته واستعداداته والالتزام بها حيث ينظر إليها بنظرة تفاؤل وأمل وأن يتــرك فيما وراءه من أحقــاد وحسد لبني جنسه ويحاول معظم البشر في كل أزمانه أن يبلغ أقصى درجات التقدم وأن يرضا كل الرضا بما قسمه الله له حامدا شاكرا.
ومما لا شك فيه أن من أراد التحضر فليحاول ان يجد ويجتهد ويثابر ويعمل على تحسين أحواله المعيشية، ومن هم يعيشون في كنفه، كثيرا ما نشكو نحن البشر من الفروق الاقتصادية في مجتمعاتنا لضيق محيطنا والاحباطات المتكررة التي تصيب معظمنا رغم ما تلقيناه من ثقافة وعلوم في مراحل دراساتنا الجامعية والعليا.. إن غياب الإرادة والتصميم والعزم هي تغير مسار طموحاتنا بالخيبة ونستسلم لها وهي معالم بالغة التأثير لا يستطيع العقل البشري ان يتحكم بها لتيسير أمور حياته إلا نادرا على نحو سطحي يخلو دائما من الأناة والتأمل وتقليب الرأي وإن كان في قرارة أنفسنا أننا لا نسلك في معالم طرقنا إلا الطريق السوي السليم الذي هو أساس النجاح.
بلا شك أن حياة كل منا مزيج دائم من الاختبارات المتنوعة التي يتلقاها في محيطه اليومي مع مجموعة من الناس الذين هم قريبون من التعامل الروتيني معهم.. إنها حقيقة من أراد العزم لابد له من أن يتحدى الأزمات والانفعالات التي تواجهه وأن يتخطاها بكل إرادة حتى يوقف نزيف اليأس إذا أراد أن ينتصر على كل العقبات والعثرات بأمن وأمان. إن كثيرا مما نقوله أحيانا أو نكتبه ليس هو وليد اللحظة بل هو نتاج حصيلة محصلة من التجارب العلمية والمعرفة الشخصية، فأغلب الفروق الاجتماعية التي تئــن وتشكو منها المجتمعات نتائجها من مصادر لا نعيها بالضبط ولا سلطان لنا عليها في معظم الأحيان، ولكننا مع ذلك لابد لنا من البحث والتقصي والتفكير والتجريب والرصد والرغبة الأكيدة في تـــلقي المزيد من الفهم والمعرفة،
وبـــلا شك نحن باســـتطاعتنا ان نمحو الفروق الاجتماعية أو يمكننا تقليلها إذا كنا نؤمـن بالاتزان والحب، ويمكن ذلك أيضا إذا استطعنا تقريب ضمائر الأغنياء لتمتزج قلوبهم بالرحمة والشفقة والعــطف مع الفقراء ونبذ القسوة والأنانيـــة وحب الذات مع من هم يحتاجون اليها، لنقضي بذلك على كل أوكار الكراهية والتلذذ بقسوة الآخرين، وإن قمنا بهذا العمل الجليل الذي يقربنا إلى الله تعالى برحابة صدر من دون أحقاد أو تكبر، فحتما سيبقى طريق الخير مفتوحا بالمودة والحب والعدل ونصبح كقوة وحزمة واحدة لا يستطيع العدو كسرها أو حتى يثني من عزائمها، فترفرف السعادة علينا بأجنحتها البيضاء ويعم الخير والسلام على الجميع.