عبدالعزيز الأحمد
لا شك في ان شغل العالم الشاغل هو الحرب ضد الجوع، ذلك الغول الذي يفتك بعشرات الملايين سنويا من الشعوب المسحوقة الفقيرة، لذلك تنعقد المؤتمرات والندوات واللقاءات في شتى بقاع العالم، لإنقاذ البشرية من الجوع الذي يفتك بها، وقد نشطت وسائل الاعلام بجميع انواعها من اجل انقاذ البشرية من هذا الجوع، وهناك الكثيرون يتحدثون عن غلاء الاسعار، وازمة الاغذية وارتفاع تكاليفها لتصبح اشد وطأة على الفقراء الذين يبيتون لياليهم من دون عشاء، ولا يجدون ما يسد رمق الجوع، بينما على الجانب الآخر نجد الدول الغنية ترمي معظم زوائد غذائها في حاويات الزبالة.
وتستنفر الجهود الدولية بكل اجهزتها وطاقاتها، وتتضافر لحل هذه الازمة المستعصية بوضع سياسات وبرامج مقننة لمكافهة آفة الجوع الانسانية القاتلة، وبالفعل قامت الامم المتحدة واسرعت بالدعوة لعقد مؤتمر قمة لبحث هذه المشكلة وايجاد الحلول لها، والجدير بالذكر ان هناك ثلاث وكالات دولية تتبع الامم المتحدة تعمل في نفس المجال، وهي على النحو التالي:
1- منظمة الاغذية والزراعة (الفاو).
2- الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).
3- برنامج الغذاء العالمي (wfp).
هذا وقد قام الرئيس السنغالي بالمطالبة بدمج هذه المنظمات ببعضها لتوفير الاموال المبعثرة على الاجهزة البيروقراطية لهذه المنظمات السالفة الذكر.
ولكن اخيرا من يتحمل هذه المسؤولية الجسيمة لانقاذ الشعوب الفقيرة من غول الجوع القاتل؟ بالطبع الدول الغنية يجب ان تتحمل الجانب الاكبر من هذه المشكلة، لانها سبب ارتفاع الاسعار، والتلاعب بقوت هؤلاء المساكين من وقت لآخر، وكان من الواجب عليها الاتجاه الى استخدام الهندسة الوراثية، او الزراعة المعدلة، وعدم تشجيع اي دولة على انتاج الوقود الحيوي من الحبوب.
وستظل ازمة الغذاء الاساسي بمعظم الدول (الخبز) من دون حلول، وخاصة الدول التي تحت خط الفقر، وكذلك الذين يعتمدون اعتمادا كليا على القمح لهذا لابد من المزيد من الدراسات والبحوث للعبور من هذه الازمة الخانقة لانقاذ البشرية من هذه المحنة المستعصية، عن طريق استخدام الهندسة الوراثية لزيادة معدلات الانتاج من المادة الاساسية لقوت الشعوب الفقيرة.
ونحن من هذا المنبر الاعلامي نحذّر من التقاعس في ترك هذه الامور الخطيرة معلقة كما هي، حتى لا تتسبب في كارثة انسانية يمكن ان تبيد البشرية جميعا.