عبدالعزيز الأحمد
كم يؤلمنا ويعذب أحاسيسنا وكم تكوي قلوبنا نار مؤججة ونحن نتلقى جروحا نازفة لزهور يانعة من الشباب الذين تنقطع أوصالهم وهم لايزالون طيورا في أعشاشها تلتقط طعامها من أفواه أمهاتها، إن العيون تبكي حسرات على أمهات وزوجات مكلومات وأطفال أبرياء تحولت ابتساماتهم الى حزن وسعادتهم الى ألم.
إن كل شيء في هذه الحياة أصبح مشروخا يتسبب في ذلك قتلة من نوع آخر هم شلة من المستهترين والمتهورين.
هناك سائق أرعن، سائق بلا ضمير، سائق بلا أخلاق، سائق من دون وازع ديني، سائق لم يتذوق المحن، كل هؤلاء مجرمون اشتركوا معا في بعثرة الأرواح وخلقوا النواح كلهم مسؤولون عن هذه المجازر البشرية ولكن لن يطالهم القانون العقيم والسقيم.
لقد بح صوتنا ونحن ننادي في وادي النسيان بردع مثل هؤلاء الذين تحجرت ضمائرهم، لقد مللنا الكتابة والتحدث في مثل هذه المواضيع الشائكة والمتشابكة بأن يصدر قانون يجرم مثل هؤلاء المستهترين القتلة ولكن لا حياة لمن تنادى.
ونحن اذ نجدد صرختنا مدوية ونقول لكل المسؤولين في كل مكان من ديرتنا الغالية أوقفوا نزيف الدماء وارحموا آلام وعذاب الأمهات والزوجات من فقدوا أبناءهن وأزواجهن وإخوانهن نصرخ باسم كل اليتامى والأرامل وباسم كل اسرة فقدت عزيزا لديها من ضحايا المرور، وباسم كل المحطمين، والمعاقين، والمقعدين في المستشفيات، كفاية بحور الدماء الزكية تهدر في كل شبر من ارض كويتنا الغالية، فأرواح المواطنين ثروة لا تقدر بثمن فحافظوا عليها فهي أمانة ربانية بأعناقكم.
اللهم احفظ شباب الكويت وأهل الكويت من كل سوء تحت ظل الوالد القائد صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهــده الأميــن وسمو رئيس مجلس الوزراء.