عبدالعزيز الأحمد
لا شك ان الصحافة من أسمى درجات التحضر والتطور وبها تسمو الأمم والشعوب وترتقي بعلومها وثقافتها، ومما لا شك فيه ان صاحبة الجلالة تحتاج الى نمط معين من القدرات كاللباقة واللياقة والكياسة والصبر، كما تتطلب ايضا حضور الذهن وسرعة البديهة وصفاء الفكر، كما ان ضبط النفس والحيوية والنشاط من أهم صفاتها.
والصحافي اللبق الناجح لابد ان يتحلى بحسن الخلق والمصداقية ويبني علاقات اجتماعية قوية مع الجمهور بحيث يعيش ويتغلغل في أعماق الناس يحترم ذاتهم ويكون ودودا معهم.
ان مهنة المتاعب بحاجة ماسة الى من يحرك طاقاتها ويشذب فكرها ويسخرها للعمل المثمر الجاد، ويعتبر عنصر الوقت من اهم عناصرها فهو يحتاج الى العمل الدؤوب والتضحية، حيث يسخر الوقت بكل دقائقه وساعاته من اجل اسعاد الآخرين بنفحات صحافية جادة ومفيدة، ونحن نتحدث باختصار عن الصحافة ومتاعبها لابد لنا ان نتصارح عن هذه المهنة المتعبة التي تحتاج الى موهبة أكثر منها دراسة ولدينا هناك على الساحة العديد من خريجي الصحافة الذين عزفوا عنها ممتهنين مهنا بعيدة كل البعد عن تخصصهم رغم ما تحملوه من مشقة الدراسة لسنوات طوال، لكنهم هجروها خوفا من الخوض بها دون سلاح الموهبة التي تتطلبها الصحافة، بالاضافة الى الثقافة العالية والذكاء والصبر.
ونحن لو تطلعنا لما حولنا في صحافة اليوم فإننا نرى العجب العجاب: نرى هناك طوابير يتزاحمون في أروقة صاحبة الجلالة للعمل بها، ولكن لماذا؟ البعض يطمح للشهرة والبعض الآخر يريدها وجاهة، اما الآخرون فهم يودون التفاخر بها أمام القبيلة، وفئة اخرى لا تعرف لماذا تريد الدخول فيها وحتى لماذا جاءت أصلا لشارع الصحافة، ولكن أفراد كل هذه الفئات السالفة سيتساقطون الواحد تلو الآخر حتى ينطفئ سراجهم فينسحبون من هذا الميدان «بخفي حنين».
وفي نهاية المطاف لن يبقى في قصر صاحبة الجلالة الا الموهوبون والمبدعون الذين يسيرون في ركابها مرفوعي الرأس بعزة وشموخ.