«تحاوروا وانبذوا الخلافات».. هذه الدعوة الكريمة التي قدمها والدنا صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، في صورة «حوار وطني» تعتبر فرصة تاريخية لجميع المتنازعين للخروج من هذا الوضع البائس الذي أصاب دولتنا بالشلل السياسي.
فهذا الحريق الناشب بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والقوى السياسية والعديد من مؤسسات الدولة لا يزيد الكويت إلا خسارة.
يجب على الجميع أن يتكاتف لحل كل تلك الأزمات السياسية، لأنه كلما عجزنا عن وضع حلول جذرية لها زادت تعقيدا وأصبحت كالوحش الغاشم الذي يهدد أمن واستقرار بلادنا المصون.
وأنا كمواطن يخاف على مصلحة ذلك البلد أرى أن «العفو الخاص عن المتهمين في قضية دخول المجلس ومهجري قضايا الرأي» من أهم القضايا التي يجب أن نضعها نصب أعيننا، وأناشدكم جميعا طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة حتى نفوت الفرصة على الحاقدين والشامتين لهذا البلد العظيم.
وفيما يخص الإخوة المهجرين في تركيا، فقد جاء وقت رد الجميل فيجب علينا أن نتكاتف جميعا، ويقف الشعب وقفة رجل بقلب واحد لنطالب بعفو يليق بكرامة هؤلاء الذين سجنوا وهاجروا ولا ذنب لهم إلا أنهم اختاروا طريق الحق وتصدوا للفساد والمفسدين، فدفعوا الثمن غاليا من كرامتهم وسني عمرهم، والآن قد حان وقت الإنصاف، فلا نطالب لهم إلا بـ «العفو الكريم» لهؤلاء الكرماء الذين ضحوا من أجلنا جميعا.
بينما أنا اكتب مقالي هذا يتردد الآن في أذهاني قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال يوم فتح مكة «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وما أجمل أن نتخذ من وثيقة النبي صلى الله عليه وسلم للتسامح مذهبا نظلل به دولتنا الحبيبة.
وقد جاء بيان هؤلاء الشجعان الذين يصرخون في تركيا بعيدا عن وطنهم مستحقا في نظر الكثير، ويجب علينا أن نساندهم وندعمهم حتى يعودوا رافعي الرؤوس إلى ديارهم مرة أخرى.
ندعو الله أن يوفقكم في نجاح هذا «الحوار الوطني» ويتم لم شمل الجميع ونتوحد من جديد تحت سقف وطن واحد يتمتع بالحرية والديموقراطية وبعدها نلتفت إلى باقي القضايا والاستحقاقات في جميع المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية وتعديل بعض قوانين الإعلام المقيدة للحريات.