تحديد نوع المرض أهم بكثير من وصفة علاج تزيد العلة علة اخرى، ألا يفترض على وزارة التربية أن تعيد النظر في مناهجها الصعبة والغريبة بشهادة المتخصصين في هذا المجال وأيضا أولياء أمور الطلبة انفسهم، مناهج عجيبة ما أنزل الله بها من سلطان لا يكاد يخلو بيت من مدرس خصوصي ومن يحصل عليه «فأمه داعية له» فالطلب أكثر من العرض هل يعلم مسؤولو التربية ان هناك طلبة كثر تخرجوا في الثانوية العامة ودخلوا الجامعات ومازالوا لا يميزون بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة وما بين همزة الوصل وهمزة القطع؟ بل الطامة الكبرى انهم لا يجيدون القراءة جيدا ولو تم عمل مسح ميداني واختبار «إملاء» لهم لكانت النتيجة «لم ينجح أحد»! والسؤال الذي يُطرح كيف تخرج هؤلاء عندما كانوا تلاميذا في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة؟ ولأن المصائب لا تأتي فرادى تعطلت فجأة مع بداية دخول الصيف اجهزة التكييف وبرادات المياه إن كانت صالحة للشرب أساسا في دولة فائضها السنوي عشرات المليارات!
والأغرب من هذا وذاك ان الوزارة فتحت باب التبرع للمدارس «لله يا محسنين»، أي بيئة هذه حتى يتلقى المتعلم دروسه «المستعصية» ويستوعبها؟
باختصار ماذا لو وضع وزير التربية في عين الاعتبار تحسر الناس كثيرا على «تعليم زمان» وعلى مناهج «مع حمد قلم وزرع وحصد» وأنه أخرج لنا طلابا متميزين مع قلة الإمكانيات في تلك الفترة وهم للأمانة من قاموا ببناء الكويت الحديثة، أعد لنا يا وزير التربية تلك المناهج التي درسناها في حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي إن لم تستطيعوا إصلاح المناهج الحالية وتطويرها.
٭ بيت القصيد: لن يجدي إصلاح المناهج إذا لم يحظ بمشاركة المشرفين التربويين والمعلمين ونخبة المجتمع التربوي في صياغة المناهج ودعمهم وإيمانهم وتفانيهم.. والله المستعان.