أعجبتني مقولة رائعة جدا وهي «اذا لم تضع أمامك أهدافا واضحة، فلا تلومن إلا نفسك على عدم بلوغك لأي شيء»، وقفت عندها كثيرا وتأملت فيها حتى كشفت لي عما نعلمه وما لا نعلمه عن الكثير من مظاهر الفساد التي استشرت واستفحلت بصورة لم تشهدها الكويت عبر تاريخها حتى في أحلك ظروفها، لنضرب كفا بكف على وصول الأوضاع في «درة الخليج» الى ما وصلت اليه في الوقت الحالي! يتساءل الكثيرون عن الأسباب لهذه الأوضاع المزرية التي وصلنا اليها والتي لا تسرّ العدو قبل الصديق؟ وأكاد اجزم بأن القصور حكوميا حكوميا حكوميا بالثلاثة، فهي الجهة التنفيذية للمشاريع والمسؤولة عن تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والرياضية والاجتماعية، يظن بعض السذج اننا نهاجم الحكومة دون سبب، فقط لمجرد الظهور الإعلامي دون ان يعرف ذلك الساذج ان أعضاء الحكومة منا وفينا، نتواجه في الأفراح والأتراح والابتسامة تسبق أيدينا لمصافحتهم.. وسنكون أول المصفقين لها لو كان هناك انجاز واحد قد تم، لكنها تغاضت عن رموز الفساد، فظهرت لها أذرع في كل مكان، وأصبح لكل منها كيان مستقل بذاته أشبه بدولة داخل الدولة تتحكم في الناس تتلاعب بالأسعار وتبطش تحت أعين وحراسة المسؤول الذي لا يهمه سوى الولاء والتسبيح بحمده طالما هو جالس على ذلك الكرسي ولا يحاسبه أحد.
ومنذ أن بدأت أسعار النفط بالهبوط والحكومة تعيش فترة متاهة بمستشاريها الذين أتت بهم من الغرب والشرق تارة تسل سيوفها على المواطن برفع الدعم عن التموين والبنزين والكهرباء والماء «والخير جاي بالطريق»، وكأن جيوب المواطنين هو ذلك الكنز الذي تبحث عنه لتغطية عجز الميزانية، شيء مضحك ومحزن في الوقت نفسه.. أما كانت هناك فوائض مالية تقدر بمليارات الدنانير السنوات الماضية؟ ماذا عملت الحكومة حتى تمنّ على المواطن برفع الدعوم، أزمة السكن ما زالت والطلبات في ازدياد والمستشفيات والمدارس وملاعب الأندية وو.. الخ على طمام المرحوم منذ أكثر من ثلاثة عقود؟!
بيت القصيد:
لنا أكثر من عام والحكومة ما بين حانا ومانا لم تجد من يوجهها الى الطريق الصحيح وإيجاد الحلول بعيدا عن جيوب المواطنين الذين لاحول ولا قوة لهم.
قبل الختام:
يقول المثل الشعبي الشهير «مسكين طابخ الفاس، يبغي مرق من حديدة»! هذا باختصار حال المواطن ينتظر الرفاهية التي لم يرها ولم يعشها وطوال هذه السنين يصبر ويحتسب وبالأخير لم يجد من الحكومة سوى «مرقة حديدة»؟! والله المستعان.