مع تباشير فجر هذا اليوم، تكون الصناديق الانتخابية قد أفصحت - بصدق ونزاهة - عن إرادة الشعب الحرة من يمثلها إلى سدة التشريع والرقابة، بعد أن أدوا أمانة الانتخاب، وتعاهدا مع نظامهم الدستوري، لتبدأ الديموقراطية فصلا جديدا، مع التمنيات أن يكون هؤلاء النواب عند حسن ظن من انتخبهم.
بل الآن يخرج هؤلاء النواب من عباءة الدائرة الانتخابية - بكل ما فيها من انتماءات فئوية - إلى تمثيل الأمة بأسرها، ونرمي وراء ظهورنا خلافات التنافس والتشاح وما تلوثت القلوب به من غل المنافسات الشرسة بين المرشحين والناخبين على حد سواء.
كما أن الأقوال المنمقة والوعود البراقة بالأمس والتي تزاحمت بها وسائل التواصل الاجتماعي والمنافذ الإعلامية لدرجة الضجيج، ستكون تحت أنظار الناس: هل هم من أهل الوفاء، أم لا؟!
لكن إجمالا نجّح الكويتيون مرشحين وناخبين في عضد ديموقراطيتهم، التي هي محل أنظار العالم، وقل نظيرها في المنطقة، وحتى وإن شابها شيء من فساد الواقع، فالديكتاتورية ومصادرة إرادة الأمة أكثر وأوسع فسادا.
[email protected]