عن الانتخابات يتحدث المحللون عن فرضية أن الطرح الطائفي أسقط فلانا، بينما الطرح الوطني أنجح علانا من المرشحين.
وفي الإعلام كلمة «الطائفية» يقصد بها من قبل البعض المكون الشيعي، وهذا خطأ! لأن الطائفة تعني جماعة من الناس - أيا كانت صفتها - فكلنا طوائف، وإن جمعنا وطن واحد.
مثلما تطرح «القبائلية» ويقصد بها البدو، وهذا خطأ، لأننا كل منا ينتمي إلى قبيلة ما، وكذلك مصطلح «الحضر» الذي يقصد به العوائل السنية، وهذا خطأ، لأننا كلنا حضر: شيعة وسنة وبدو. وكلنا أبناء وطن واحد، وكل هذا ما جعل البعض يتوهم أن الحديث عن مطلب تنقية بعض المناهج الدراسية من المواد التكفيرية (مثلا) هو عمل طائفي بغيض! والتبرم من عدم تكافؤ الفرص في المناصب القيادية هو روح قبائلية متعصبة!
إن الواجب الوطني ووحدة الوطن يتطلبان غض النظر عن ذلك، وقبول الوضع كما هو، حتى وإن كان سيئا، فالوطن يتسع لكل مطالب مواطنيه التي لا تخرج عن الحقوق والحريات الدستورية المشروعة، وهي الوطنية الحقيقية، والإخلال بها تهديد صريح للأمن الاجتماعي وبالعدالة والمساواة، وهو أساس استقرار الدولة، ولا تقل في خطورتها عن استشراء الفساد المالي.
وهذا ما أكدته المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي، بقولها:
«...وبغير هذه الضمانات والحريات السياسية تنطوى النفوس على تذمر لا وسيلة دستورية لمعالجته، وتكتم الصدور آلاما لا متنفس لها بالطرق السلمية، فتكون القلاقل، ويكون الاضطراب في حياة الدولة..»!
[email protected]