لم نسمع عن حالة تفجير واحدة من الدواعش داخل الكيان الإسرائيلي، وبالمثل لم تتم عملية إسرائيلية واحدة ضد الدواعش. لكنهما متفقان على قتل المدنيين الأبرياء، آخرها أول من أمس في السوق الشعبي داخل بغداد، ثم غارة الإسرائيلية على المدنيين العزل في حماة!
هما لا يعيران أي اعتبار للضمير الإنساني، ولا يأبهان لأي تنديد دولي، لأنهما يعتبران ذلك مجرد كلام، يفتقد للعمل المقاوم الجاد والمستمر، بل يلقون من بعض الجهات ارتياحا واستحسانا، ما يمثل دعما سياسيا وإعلاميا وقد يصل إلى الدعم المادي، ما يثير الاشمئزاز، فهذا الإرهاب الأسود لم يفرق في القتل بين الشابين العراقيين البريئين «علي وعمر»، اللذين كانا معا يتسوقان على الملابس المستعملة، وبعض القوم ينسى قصة «يوم أكل الثور الأبيض» ! وحرق الطيار الأردني حيا المرحوم معاذ الكساسبة القاسية ليس ببعيد عنا!
لقد كانت لجهود القوات المسلحة العراقية، ومن ضمنها الحشد الشعبي، أثر واضح في اضمحلال الدواعش، ولكن الإساءات ووضع العصي في عجلاتهم أدى - كما يبدو - إلى الخروقات الأمنية التي سهلت عودتهم. ولا بد من دعم العراقيين في هذه المهمة الإنسانية، التي تحمي البشر، خاصة الدول الجارة للعراق ومنها الكويت.
الحذر من التراخي في الإجراءات الاحترازية، بل إن الانتباه واجب وطني وأممي، مع زيادة وتيرة تنقية المناهج التربوية والإعلامية من المواد التكفيرية، التي صنعت الدواعش ولا تزال تمدهم وأفراخهم بأشباه الرجال الذين مسخت عقولهم وقست قلوبهم وزيّن لهم الشيطان أعمالهم الدنيئة فهم فاسقون!
[email protected]