يروى عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش (لعل المقصود وسط العرش) أين الرجبيون؟ فيقوم أناس يضيء وجوههم لأهل الجمع على رؤوسهم تيجان الملك.. (وذكر ثوابا جزيلا لمن صام من رجب شيئا) وهذا يذكرنا بالآية الكريمة: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) «سورة التحريم: 8»
شهر رجب الجاري من الأشهر الحرم، التي كان العرب في الجاهلية تعظمه وتحرم الحرب فيه حتى سمي بالشهر الأصم، وجاء الإسلام ليؤكد على ذلك، لكن سماه الحديث الشريف بالشهر الأصب، لأن الرحمة على أمتي تصب فيه صبا، فهو عظيم البركة، يستحب فيه جملة من العبادات (مفصلة في محلها). لكن وقف سفك دماء المسلمين تبقى في أعلى مراتب عبادة الله عز وجل.
وفي هذا الشهر ذكريات إسلامية خالدة لأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، منها:
٭ المبعث النبوي الشريف، وبدء انطلاقة إخراج الناس من الظلمات إلى النور.
٭ ميلاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب في بطن الكعبة المشرفة، والذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وآله -وباتفاق المسلمين-: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوة تبوك وترك عليا في المدينة «ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا (ليس) نبي بعدي»
٭ ميلاد الإمام محمد الباقر عليه السلام، والذي وصفه جده المصطفى نبينا صلى الله عليه وآله.. يبقر علم الدين بقرا.. فمارس جهوده التعليمية والسياسية والاقتصادية في رفد الحركة التغييرية في المجتمع الذي كان على وشك الانهيار بسبب الفساد الإداري والفكري والأخلاقي.
٭ ميلاد الإمام علي الهادي عليه السلام، الذي كان قدوة في الأخلاق، ومنارة للعلم وأستاذا للعلماء، ووجيها في رفض الظلم ومجاهدا في مواجهة الظالمين.
وغيرها من المناسبات التي تمثل إحياء لأمتنا التي أهلكتها الصراعات الداخلية، وتركتها مطية ونهباً لأعدائها من الخارج، لولا رجال مخلصون أنار الله قلوبهم بالتقوى، وبارك في أعمالهم ومقاومتهم.
[email protected]