تحل علينا الجمعة اليتيمة ليوم القدس لشهر رمضان لهذا العام، وهي أكثر جرحا وإيلاما، بسبب ما استجد من تهافت بعض الأنظمة السياسية الإسلامية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي.
لكن ذلك لن يكسر الأمل لدى الشرفاء المقاومين للتطبيع، لأن مبدأ عدم الاعتراف بهذا الكيان الغاصب لا يستند إلى رأي اجتهادي، أو يخضع لقرار سياسي أو تسنه سلطة تشريعية، بل إن حرمة التطبيع تستند إلى القرآن الكريم، المحذر من بني إسرائيل الملعونين بلسان أنبياء ورسل الله تعالى، وإلى سنة النبي في جهاده لبني إسرائيل وإفسادهم منذ عصر النبوة حتى الآن وما قاموا به من كيد وبغى على الرسول وأصحابه الميامين، وهما مرتكزان غير قابلين للاندثار أو التبديل أو التغيير مهما تبدلت الأحوال واستجدت الأحداث، وتغيرت الشخوص أصحاب القرار، فقد تعهد رب العزة والجلالة بحفظ القرآن الذي يتلوه المسلمون ليلا ونهارا.
لذلك نجد هذا التطبيع المزعوم لا يتعدى السلطة السياسية ولا تتفاعل معه الشعوب رغم المغريات السياحية والاقتصادية لأنها ترى في التعامل مع إسرائيل مساسا بحرمة دينها وشرف دنياها.
إن الاتكاء على الامتيازات الدولية جراء هذا التطبيع المذل هو السراب بعينه، وهو الركون إلى بيت العنكبوت (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت).
ولنا الفخر بأن وطننا الكويت لايزال صامدا في وجه الضغوط المتزايدة التي تريد منه ركوب قطار التطبيع المذل، ولنا شواهد عزيزة في جهود ممثلي الشعب الكويتي عندما تصدوا لإسرائيل في المحافل الدولية بالطرد بصفتهم قتلة الأطفال ومغتصبي الحقوق الفلسطينية.
ولنا الأمل في شعبنا الكويتي الكريم وفي شرفاء الأمة، بأن يعاضد السلطة السياسية في الثبات على هذا المبدأ المنسجم مع الخط الفقهي الإسلامي في حرمة التطبيع الإسرائيلي.
ورحم الله آية الله العظمى الإمام روح الله الخميني، قدس سره، الذي ترك له بصمة خالدة تذكر المسلمين في شهر هو من أفضل الشهور عند الله، وفي آخر يوم جمعة وهو سيد الأيام، تذكرهم بأمانتهم وعهدهم بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين رمز أرض فلسطين المباركة، تذكرهم بالتزاماتهم بشرف مقاومة إسرائيل الصهيونية، رمز العدوان وانتهاك الحقوق.
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
[email protected]