فقدنا منذ يومين رجلا فاضلا حكيما هو الحاج عباس جوهر حيات، عاصرناه زميلا في الحركة الإسلامية الوطنية السياسية تحت مسمى «الائتلاف الإسلامي الوطني» إبان تحرير بلادنا من الغزو البعثي العراقي المقبور، وما بعده، عندما كانت القوى السياسية تتعاضد لصياغة كويت جديدة، فكانت مساهمات «بوعبدالله» جلية تتسم بالحنكة والحكمة، يثري المستمعين بعمق الفكرة، وبعد النظرة، واتساع الأفق، ومتانة الخبرة، فهو ممن عركته الحياة بالتجارب، فكان خير معين لكل من يبحث عن رؤية، أو من عاثر يطلب النصيحة.
رحلت يا أبا عبدالله وفي القلب غصة وحزن: غصة، لأنه لم تفسح لك مجالات لتستكمل عطاءك المعين، ولم يتسع الوقت للمحبين لاغتراف المزيد من حكمتك، ولم تقدر بالمنزلة الطيبة التي تستحقها، وإن كنت زاهدا، لم تأبه لها.
وحزن، لأنك ذهبت على حين غرة، وسريعا لم تسنح الفرصة لأحبائك لإلقاء نظرة تحية وفاء وحب وإجلال.
وعزاؤنا أنك ذاهب إلى رب رؤوف رحيم ودود كريم، وتركت لمريديك جوهر الحياة، وصدق من سمّاك عباس جوهر حيات!
الفاتحة لروحه الزكية.
[email protected]