نعم، ثروة الكويت الحقيقية في أبنائها المبدعين، ولكن أين الاهتمام الرسمي؟ في كل عام تتخرّج نخب شبابية متفوقة بدرجة الامتياز من المدارس والمعاهد والجامعات، هم مؤهلون للمهام الصعبة، ولكنهم يضيعون في زحمة الإهمال والفساد الإداري.
ورغم ذلك فبعض هؤلاء يصمدون ويحفرون في الصخر بإمكانات مادية متواضعة، ويبدعون في إنجازات إنسانية مبهرة، ترفع اسم الكويت عاليا، لكن مواصلة هذا الطريق العلمي يحتاج إلى دعم أدبي ومادي مكلف على المستوى الشخصي، ليحقق أفضل استثمار وطني، وللأسف يلتفتون يمنا ويسارا ولا يجدون من يحتضنهم في بلدهم الكويت سوى الإعراض والبخل والتقتير، بينما لا تتورع أن تنفق الملايين من الأموال في قشور وتفاهات غير مجدية.
بل يجد هؤلاء الكويتيون المبدعون إغراءات خارجية من الاهتمام والرعاية والدعم غير المحدود من أجل ضمهم إلى كوادرهم العباقرة لمزيد من الاكتشافات والاختراعات لتسجل باسم تلك الدولة!
كم من جهابذة العلماء والأطباء والمهندسين ورجال الأعمال وقعوا تحت مسمى «الأدمغة المهاجرة» لأنهم لم يجدوا في وطنهم الكويت إلا تكسير المجاديف.
يحضرني هنا النابغة الكويتي العالم أ.د جاسم الحسن الذي استطاع استخراج مواد من سمك الچم لإنقاذ المصابين بجروح الغرغرينا ومعالجة بعض أنواع السرطانات، ولا يزال يجاهد بإمكانات متواضعة وسط إهمال يندى له الجبين.
وها هو العالم الكويتي د.بسام الفيلي الذي استطاع بإمكانات متواضعة أن يرسل أول قمر صناعي كويتي إلى الفضاء الخارجي من محطة الفضاء الأميركية، وسط إهمال إعلامي مخجل! توازنا مع استقبالات مبهرة للفنانات والرياضيين.
وهو أمر لا ينسجم كذلك مع وجود عدة مؤسسات رسمية تعنى بالأبحاث العلمية والتقدم العلمي تزعم أنها تشجع الإبداع وتدعم المخترعين!
[email protected]