كانت «طالبان» تحكم أفغانستان من 1995، ولكن بسبب احتضانها لـ«القاعدة» المتهمة بتفجيرات 11 سبتمبر 2001، شنت أميركا حربا عليها وأزاحتها من السلطة، وكرست نظاما أفغانياً موالياً لها استمر لمدة أكثر من 20 عاما وحتى اليوم، ولكن لم تخلق منه أميركا نظاما وطنيا قويا، بل نظاما يعتمد اعتمادا كليا على الدعم والحماية الأميركية، ولذلك نجد اليوم المدن الأفغانية تتساقط سريعا أمام هجمات طالبان بمجرد بدء انسحاب القوات الأميركية، والتي بدورها تركت لهم عتادها وأسلحتها الثقيلة، وأرغمت الحكومة الأفغانية على إطلاق سراح سجناء طالبان الذين عادوا سريعا إلى صفوفها مسلحين.
وهكذا عندما استنفدت أميركا أهدافها من النظام الأفغاني، انسحبت وتركته يواجه مصيره المحتوم.
وهو نفس الموقف الذي مارسته مع النظام الشاهنشاهي الإيراني شرطي أميركا في الخليج، عندما بدأ يتهاوى أمام الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني عام 1979، فغادر الشاه بلاده قائلا: «أميركا رمتني كالفأر الميت!» ويتكرر السيناريو مع كل نظام تنتهي مهمته أو يفشل فيها، ولذلك كان على النظام السياسي الموالي للأجنبي أن يعتمد على نفسه بتقوية جبهته الداخلية، وإمكاناته الذاتية، وتحسين علاقاته بدول الجوار، والابتعاد عن الارتماء في أحضان الأجنبي بالاستسلام التام.
من أقوال الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء:
«ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه؟ فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا».
«لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد (أو لا أفر فرار العبيد)».
«إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون الميعاد فكونوا أحرارا في دنياكم».
[email protected]