نسمع عن توقف أو تخفيض رواتب العاملين في بعض الدول بسبب تداعيات جائحة كورونا، أو الفقر، فنرفع نحن في الكويت أكفنا إلى السماء، وألسنتنا تلهج بالشكر والحمد لله تعالى، أن عافانا مما ابتلاهم به، فرواتبنا الشهرية تنزل في حساباتنا البنكية كاملة غير منقوصة، بل وحتى قبل موعدها!
لكن هذا الشكر منقوص إذا توارد الظلم في تصرفاتنا، بل ومهددة هذه النعم بالزوال عقابا لحرماننا الآخرين من حقوقهم.
ففي الحديث الشريف: «الظلم يزل القدم ويسلب النعم ويهلك الأمم».
الذين تعرضوا لإصابات كورونا وعددهم حتى الآن حوالي نصف مليون في الكويت، رأوا بأم أعينهم تفاني «البدون» بجانب الكوادر الوطنية والوافدة في خدماتهم الطبية على مدار الساعة، وأثناء حملات التطعيم الوقائي، ليفاجأ العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن شكاوى هؤلاء الناس من عدم مساواتهم الإنسانية بأقرانهم في مكافأة الصفوف الأولى! بل تصل منهم شكاوى من موظفي وزارة الصحة بحرمانهم من رواتبهم الشهرية لمدد طويلة! علينا أن نتخيل ماذا يفعل هؤلاء أمام إيجارات مساكنهم والتزامات أقساطهم الاستهلاكية، ومصروفات معايشهم العائلية من أطفال ونساء وشيوخ؟!
لا يكاد أحد يصدق أن ذلك يجري في دولة الإنسانية التي تفيض على العالم بالقروض والهبات، وتسارع لإغاثة الملهوفين والمحرومين أينما كانوا في العالم!
التعلل بتعليمات من هذه الجهة الرسمية أو تلك، لا يعفينا جميعا من مسؤولياتنا الإنسانية.
إن لم نرغب في إنصافهم، على الأقل حفاظا على استمرار نعم الله علينا، وخوفا من العقاب الإلهي الذي لا يبقي ولا يذر!
قال تعال: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) «الأنفال- 25».
[email protected]