استمتع الملايين في العالم بمشاهدة القاضي الأميركي الذي وصف بالرحيم «فرانك كابريو» لمحاكماته التلفزيونية للفصل بين الخصماء، والتي تتسم بالرحمة والعطف والحلول الودية دون الخروج عن أصول العدالة.
للأسف سجل التقارير الدولية لحقوق الإنسان في كثير من دول العالم حافل بالانتهاكات والتعذيب الجسدي والتهديد بالعرض والتعمد بحرمان المتهمين من النوم والإهانات الحاطة من كرامة الإنسان، وعدم السماح للمحامين بحضور التحقيقات - كما هي مقتضيات الإجراءات القانونية المعتادة - كلها تستهدف إكراه المتهمين على الإقرار بالتهم، خاصة تلك القضايا المسيسة التي تفتقر إلى الأدلة الجنائية الكافية. وهي تحقيقات ذات اثر بالغ على استكمال سير مثل هذا النوع من القضايا.
وعادة تسارع عموم الأنظمة العربية بنفي هذه الاتهامات، وتتهم هذه المنظمات بعدم الحياد.
أعتقد أن تجربة النقل التلفزيوني بموافقة المتهمين - على الأقل - تجربة ناجحة وهي أقرب للعدالة والشفافية أمام الملأ والرأي العالم العالمي عندما يستمع إلى ردود المتهمين على اتهامات النيابة العامة، والى تظلماتهم أثناء التحقيق، واستجوابات القاضي.
ولعل تجربة النقل التلفزيوني المباشر في بعض دول العالم ناجحة، وكلنا نذكر العراق في محاكمة المقبور صدام حسين مع طغمته الفاسدة، وغيرها من المحاكم المتلفزة أعطت انطباعا بالعدالة فيما استحقوا من البراءة أو من عقوبات.
مثلما تجربتنا بالنقل التلفزيوني لجلسات السلطة التشريعية في مجلس الأمة تجربة فائقة الإيجابية، والناس تواقة لمشاهدة مدى تطبيق تلك التشريعات على الواقع. وهو أكمل للديموقراطية، وأكثر إقناعا للعدالة، وأقوى لدحض الافتراءات.
[email protected]