مثلما لدينا الرقابة المالية، يتعين وجود رقابة الجودة، عندنا مبان ومنشآت تمثل تحفا معمارية، مزودة بأثاث في غاية الرفاهية، وبها أحدث المعدات الفنية المطورة، وتعلن للجمهور عن خدماتها الراقية، لكن ما هي إلا بضعة شهور، وتجد بداية تسرب الخراب والدمار الناتج عن سوء الاستعمال، والترهل واللامبالاة بحفظ العام، وسوء استخدام الأجهزة، ورداءة التواصل مع الجمهور.
في الفناء الخارجي تستقبلك تنامي الأعشاب الطفيلية الفوضوية في الأحواض المعدة للزهور والورود، وأحواض النوافير قد صمتت وقد ركد بها الماء الآسن الكريه!
أما الحمامات العامة (أكرمكم الله تعالى) فكلمة «القذارة» شوية عليها! علاوة على أنها نادرة في أعدادها، انظر إلى الواجهة البحرية بطولها وعرضها التي يرتادها آلاف الجمهور وفيهم الأطفال والنساء والشيبة والمرضى، الحمامات فيها شبه نادرة أو مغلقة، وقس على ذلك أسواق المباركية، ومدى الإحراج أمام إخواننا الضيوف.
حتى بعض المخافر التي هي واحة الأمان وملاذ المظلومين، تستغرب الأثاث المهترئ، وتواجد الموقوفين في النظارة أمام المراجعين!
مراقبة الجودة ضمن ضوابط مهنية، وبمعايير علمية، وبمعاونة مؤسسات المجتمع المدني، هي التي تراقب وتنبه لتحافظ على المظهر والمضمون الحضاري للدولة. ويصون المال العام من الهدر غير المبرر، ويضع الموظفين والمسؤولين أمام الانضباط الإداري والقانوني.
***
للأسف بدأت تتسرب إخباريات التعذيب في أمن الدولة، بعد أن بحت أصوات أهالي المتضررين، وصدح بها قلة من نواب مجلس الأمة، حفاظا على الدولة الدستورية (م31)! لكن المصالح والنظرة الانتقائية هي التي حركت الآن بعض النواب الآخرين، وأنطقت بعض الرموز السياسية التي ظلت صامتة أمام صرخاتهم واستغاثتهم، وتحولت فجأة إلى قضية إعلامية تتصدر بعض الصحف! نعم تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا!
***
مبروك عودة المراسلة الكويتية من باريس الصحافية فرح فؤاد الهاشم لعملها بوزارة الإعلام بعد تجميدها عن العمل ووقف مستحقاتها المالية، لسبب مجهول! «الأنباء أمس الأول».
نُذكر بالآية الكريمة والتي تبناها دستور الكويت في (م33) لقوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
***
نبارك لجريدتنا «الأنباء» وقرائها ذكرى يوم ميلادها قبل 46 عاما. وكل عام والجميع بخير إن شاء الله تعالى.
[email protected]