جريمة العارضية الأخيرة، ليست مأساة عوائل الضحايا المأسوف عليهم، رحمهم الله تعالى، فحسب! وإنما هي مأساة إنسانية قبل أن تهز الكويت بقسوتها وبشاعتها، وتفاهة دوافعها، فنحن مبتلون بخصوم نتاج علاقات متأزمة لسبب أو آخر، بدليل حجم القضايا الهائلة التي تثقل جداول المحاكم، واللجوء إلى مبدأ «خذ حقك بيدك» ستعمّ الفوضى، وتصل الدماء إلى الرُكب!
وجريمة «العارضية» هذه معرض تكرارها مع كل بيت وكل إنسان، إذا لم تدرس بحنكة ومهنية عن أسباب لجوء هذا الإنسان المجرم إلى هذا القتل بتفاصيله المروعة، مع سبق الإصرار والترصد، وبمشاعر باردة بحيث مكث هذا المجرم بين الدماء المسفوحة يأكل ويشرب من زاد الضحايا، ويغتسل ويستبدل ثيابه، وبكل أمان دون خوف أو هلع!
ما وثائقه الثبوتية، ومدى مصداقية صحيفته الجنائية من بلده، وما البيئة التي نشأ وتربى فيها وجاء منها، ومدى مسؤولية الكفيل والجهة الوسيطة لاستقدامه إلى الكويت، وهل توجد ثغرات في الإجراءات الرسمية الخاصة بالإقامة لضمان حسن السلوك والسيرة للمستقدم.. إلخ؟
من المؤكد أنه من الصعوبة منع الجريمة تماماً، فهي ولدت مع ولادة البشرية، لكن مسؤولية الدولة والمجتمع بأسره العمل من أجل محاصرتها والقضاء عليها كلما أمكن.
عزاؤنا الحار لعائلتي الشتيل والديكان الكرام وتغمد المفقودين برحمته الواسعة.
***
رحم الله النائب الأسبق غنام الجمهور، لم أزامله أثناء عضويته في مجلس الأمة، لكنه كان يحرص على زيارتي في المكتب أثناء توزيري.
كان لديه طموح في إنشاء ملتقى رسمي يجمع الوزراء والنواب السابقين، للاستفادة من خبراتهم، وبدعم من رئيس مجلس الأمة السابق المرحوم جاسم الخرافي، حيث عقدت اجتماعات التأسيس في إحدى قاعات المجلس، وتشرفت بعضوية وضع النظام الأساسي لهذا الملتقى، وكان المرحوم «بوسعد» الجمهور الدينامو والمحرك بحماس لهذا المشروع الذي ينتظر الآن من يجدد تحريكه نحو الوجود.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
[email protected]