للدولة حساباتها السياسية والقانونية والإدارية. والشريعة الإسلامية لها أحكامها الفقهية، في ثبوت رؤية الهلال لتوقيت الشعائر والمناسبات الإسلامية، التي تدخل تحت الشعائر الدينية الشخصية، والمرتبطة بالاطمئنان أو العلم طبقا للمرجعية الدينية المعتمدة لديه، وقد لا يتطابق بالضرورة مع إعلان التوقيت الرسمي الحكومي لهذه المناسبة أو تلك، والذي تختلف فيه كذلك الدول فيما بينها! والدولة لا تجبر أحدا على الصيام، وليس بمقدورها متابعة نوايا الناس التي هي شرط لصحة الصيام، إلا أنها تعاقب على خدش النظام العام الذي يفرض احترام المظاهر الشرعية الرمضانية للمجتمع.
ورؤية الهلال قصة سنوية يكثر حولها الجدل ما بين قول الفلكيين لحساباتهم العلمية الدقيقة، ومدى مصداقية مدعي الرؤية بالعين المجردة والتي ينفيها إثباتها من مستخدمي مناظير التلسكوب!
فلماذا لا ينحصر دور الدولة فقط في تنظيم مواقيت العمل والعطلات الدينية تبعاً للحسابات الفلكية المعتمدة، وتترك الناس وقناعاتهم الدينية في ثبوت الرؤية التي لا تخل بالنظام العام الوطني.
وهو أمر إيجابي وواقعي سار عليه المواطنون الشيعة بحرية مطلقة طبقا لمرجعياتهم الدينية. وهو أمر لا يمس بالنظام السياسي العام للدولة، ولا بالوحدة الوطنية، بل يعززهما من منطلق الحرية الدينية طبقا للمادة 35 من دستور الكويت.
[email protected]