يقال إن أول خطوة في علاج أي مشكلة هو الإحساس والاعتراف بالمشكلة، لأنه مع عدم الشعور بجسامة المشكلة لن يعمل صاحبها على علاجها، لأنه غير متضرر بل قد يكون متكسبا منها!
الخطاب الأميري مساء الأحد الماضي تضمن التفاعل مع المطلب الشعبي لإصلاح البلاد، وهذه خطوة أولى، والعجلة فيها للخطوات اللاحقة محمودة، وقرار الحسم مرتقب، إلا أنه أعاد إلى الأذهان أن الكويت دولة ديموقراطية يحكمها دستور، ينظم السلطات، ولذلك أي إصلاح لا بد أن يمر بخطوات ومسارات - كما جاء في خطاب صاحب السمو - وهو يختلف عن الدول ذات الحكم الفردي، حيث تتركز السلطات بيد الحاكم وحده.
أعتقد أن الشعب الكويتي أعطى قدرا كبيرا من الصبر، وأبدى الشيء العظيم من التضحيات، وتفاعل مع الديموقراطية الكويتية، لكنه يئن مشتكيا من الفساد، والمساس ببعض طموحاته وآماله الوطنية المستحقة.
وأمام ذلك، نفهم من الخطاب الأميري أن قرار الإصلاح قد تم، ولكن يأمل من الشعب مزيدا من الصبر لأن الإصلاح «..لا يحدث بين ليلة وضحاها، وسيظل في حاجة إلى جهد جهيد وصبر جميل وتكاتف وتلاحم من شعب وفي وأصيل..»، لذلك يتطلع الجميع إلى قرارات إصلاحية نافذة، والتي وإن جاءت متأخرة فهي خير من ألا تأتي!
[email protected]