على عكس الأحلام التي بشر بها دعاة التطبيع، فإن إسرائيل تعاملت معه بأنه تأييد لسياستها ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، فزادت من جرائم الحرب ضد المدنيين وفي استهدافها لمئات الصحافيين، الذين قتلوا أو أصيبوا أثناء تغطيتهم للمسيرات السلمية، والتي تتعرض غالبا لإطلاق الرصاص الحي فقتلت مئات من المدنيين وآخرهم مقتل الصحافية المأسوف عليها شيرين أبو عاقلة وما بعدها، وامتناعها دائما عن التحقيق الجنائي ضد الجيش الإسرائيلي.
بل لوحظ زيادة في الانتهاكات من بعد التطبيع وعلى الأخص:
1- مصادرة بيوت الفلسطينيين وتدمير أراضيهم الزراعية، لإقامة مزيد من عشرات المستوطنات الإسرائيلية.
2- انتهاك حرية التنقل وفرض الحصار على الفلسطينيين، والتهديد.
3- الاعتقال أو الاحتجاز التعسفي مع التعذيب وسوء معاملة الأطفال وانتهاك الحق في المحاكمة العادلة.
4- تدنيس المقدسات الإسلامية بتشجيع المتطرفين اليهود على اقتحام المسجد الأقصى وساحاته، وممارسة ذبح القرابين على أبوابه، ونشر بوستر يتضمن صور ورسومات لقبة مسجد الصخرة وقد علت عليها معاول الهدم! ما ينبئ بإشعال حرب دينية لا تبقي ولا تذر.
التطبيع ما زال مرفوضا على المستوى الشعبي العربي، حتى داخل الدول التي طبعت مع «إسرائيل» والتي قدرت بنسبة 90% من الشعوب!
بل حتى الأنظمة السياسية المطبعة فوجئت بمواقف سياسية إسرائيلية سلبية ومتعنتة، مثلما أن التطبيع لم ينه أزمات السودان، كما جاءت الوعود قبيل اتفاقية التطبيع.
وكذلك برفض «إسرائيل» بيع هذه الدول منظومات عسكرية، ما يعكس عدم ثقة إسرائيل بهؤلاء العرب مهما عملوا من وسائل التقرب والتذلل لها، بل وهناك غزو ثقافي وأخلاقي ممنهج لتمييع الشخصية العربية داخل مجتمعات الدول المطبعة وسلخها من قيمها الإسلامية ونواميسها الآدمية.
فهل هذا إنجاز يحسب لدعاة التطبيع؟
[email protected]