من المؤكد أن العلاقات الدولية مبنية على المصالح، لذلك كانت «قمة جدة للأمن والتنمية» فرصة لحسم كثير من الأمور بصراحة ووضوح في وجود مباشر للاعب الأميركي.
لذلك، فإن ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، سمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، عبّر في كلمته خلال القمة عن الأمل بأن تكون هذه القمة «انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة»، وأهمها القضية الفلسطينية، فلا يجوز، مثلما قال سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، «أن يقدم العرب التنازلات وتواصل إسرائيل التعنت!».
وبينما عبر الزعماء العرب عن رغبتهم المحقة في بقاء المنطقة والشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، فكانت المنطقة قريبة من ذلك عبر الاتفاقية الأميركية- الإيرانية عام 2015، بعد جهود شاقة، لكن الرئيس الأميركي السابق ترامب ألغاها في 2018!. وبينما تطالب إيران بالعودة لها دون تغيير، يأتي سلفه الرئيس ويطلب من الإيرانيين التنازل عن بعض البنود المتفق عليها!
ويبدو أن القطب الأميركي استهواه الموقف الإسرائيلي ليطلب من إيران التنازلات ليواجهها بالتعنت، لمزيد مع إشاعة الخوف والقلق، ولإغراق المنطقة بالأسلحة الأميركية المبيعة بأغلى الأثمان!
والمسار الصحيح الذي ينبغي دعمه وتشجيعه هو الحوار السعودي- الإيراني، والذي تقوده بغداد، والذي امتدحه البيان الختامي بالترحيب «بالدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة»، وهو ما ينبغي أن يشمل كافة القضايا الأخرى العربية- العربية.
[email protected]