كان يقدم برنامجا حواريا من تلفزيون الكويت عن جمعية الخريجين، يحمل أفكارا ليبرالية، رغم أنه من أسرة متدينة، المرتبطة بمسجد أخواله آل المزيدي الكرام، قبل أن يتأثر بأنشطة مسجد النقي مع زميله منذ الثانوية عبدالمحسن جمال أواخر الستينيات، فأصبحا من شبابها المتميزين.
كانت ضمن الأنشطة «مخيم النشاط» في فترة الربيع في وادي أم الرمم شمال الكويت. اسم المخيم مقتبس من الكاريكاتير «قهوة النشاط» المستمر في المجلة المصرية الساخرة «روز اليوسف»، حيث الكسل والانبساط والاسترخاء اللذيذ، ففي الليل يحلو اللقاء مع حفل الشواء بحضور جملة منتقاة من الضيوف، الأمر الذي أسس بلا تخطيط علاقات اجتماعية متنامية، مما مهد إلى نجاح الحملات الانتخابية فيما بعد.
كان يعيش الهموم السياسية فأسسوا «ديوانية الشباب» في الضاحية في منزل المرحوم حسين اليوسف، وكان بوقحطان هو المنسق بينها وبين شباب مسجد النقي! الذين اقتحموا المجال السياسي من خارج المسجد، وخاصة ابان احتقان البلاد بقضايا المساس بالحريات والمبادئ الدستورية، فقادوا التمرد على الأوضاع السائدة التي كانت تحت الوجهاء الكرام التقليدين، وبدأوا ذلك مع المجلس البلدي ففاجأوا منافسيهم بفوز ساحق للمرحوم حسن حبيب السلمان عام 1980م، مما شجعهم على اقتحام عضوية مجلس الأمة، فأدهشوا الحكومة بفوزهم الثلاثي المبهر: المرحوم د.ناصر صرخوه، عبد المحسن جمال وسيد عدنان عبدالصمد، فدشنوا بذلك حقبة جديدة من الشباب الوطني الإسلامي، وكان عملهم مؤسسيا وليس من منطلق خواطر فردية، فتأسست غرفة تدرس معهم وتخطط لهم المواقف، لدعمهم داخل وخارج مجلس الأمة، بعضوية ثلة من المخلصين أمثال محمد خضير حبيب (بو مصعب) وحبيب النقي وحسين بارون وغيرهم، رحمهم الله وأطال في عمر الباقين، أمثال العم سيد علي الطبطبائي، مما شجع الثلاثة ليواجهوا منفردين بشجاعة رفض القرض العراقي الذي طلبه الطاغية صدام أثناء حربه ضد جمهورية إيران الإسلامية، معرضين أرواحهم للأخطار، لتنهال عليهم الاتهامات بالعمالة والمجوسية والخيانة، قبل أن يصحو الشعب الكويتي على فجيعة غزو صدام للكويت سنة 1990م، ليكون سيد عدنان عبدالصمد الصيد الثمين المفقود الذي كان يبحث عنه أزلام صدام من بيت إلى بيت، ومن شارع إلى شارع، وكادوا أن يقبضوا عليه، لولا أن طمس الله على جنودهم في أحد «السيطرات»، فقال له تفضل بو قحطان!
وتتوالى عضويته في مجالس الأمة، إنجازاته شاهدة على وطنيته وحرصه على المال العام. وبمثل ما أحبه الأكثرية، كان هناك من كره مواقفه الصريحة واتهم بالتشدد، إما إشفاقا عليه، أو تهديدا لمصالحهم.
مثلما اختلفنا نحن معه بشدة في تجمع «الائتلاف الإسلامي الوطني» بعد التحرير، وكذلك عند تأسيس الوقف الجعفري.
ولكن لا احد يشك بنظافة يده ولسانه، ومخافته لله تعالى، ولذلك سرعان ما عادت القلوب بيننا إلى التآلف الأخوي.
شخصيا لا أؤمن بنضب عطائه، فالإنسان الهادف العامل لوجه الله لا يعرف التقاعد، ولا الكلل ولا الملل، ما دامت القدرات الشخصية طيبة، ولكن المحبين أشفقوا عليه من الخذلان بدلا من التكريم اللائق بمثل الإنجازات المعلنة والخفية لسيد المجلس المخضرم الأخ الفاضل سيد عدنان عبدالصمد «بو حسين»، أطال الله عمره، وأعماركم.
(انظر التفاصيل في كتابنا «فتية مسجد النقي منذ 1967» صدر 2021).
[email protected]