عبدالهادي الصالح
من نعم الله على الإنسان، أن جعل له اعيادا سنوية في مناسباتها الفرح والسرور والغبطة كعيدي الفطر والأضحى، وقد صادف هذا العام أن تتزامن هذه الاعياد في فترة متقاربة فكان عيد الأضحى وعيد ميلاد المسيح عيسى ابن مريم ( عليه السلام )، حيث احتفالات نظائرنا المسيحيين، ويصادف كذلك عيد الغدير الأغر حيث اعلان الولاية من رسول الإسلام وخاتم الأنبياء محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في أعقاب حجة الوداع عندما نزلت الآية الكريمة (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس - المائدة: 67).
فخطب بالمسلمين ( صلى الله عليه وسلم ) قبل أن يتفرقوا الى ديارهم ويتشعبوا الى طرق المدينة ومصر والشام في مكان يدعى «غدير خم» من منطقة الجحفة الحالية في المملكة السعودية الشقيقة وقال فيها مما قال ( صلى الله عليه وسلم ): «اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي» وكذلك «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه» ثم نزلت الآية الكريمة الأخرى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا - المائدة 3).
وجاء الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) للإمام علي ( رضي الله عنه ) مهنئا: «هنيئا لك يا بن ابي طالب، اصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة».
(راجع: شواهد التنزيل للحسكاني، واسباب النزول للواحدي، تفسير النيسابوري، تاريخ ابن كثير، مسند احمد وابن ماجه.. الخ).
ولذلك نرى المسلمين في هذه الأيام خاصة أتباع مدرسة أهل البيت يحتفلون في هذه المناسبة المباركة، وتزامن هذه الاعياد يعني تلاقي الانسانية مهما اختلفت أديانها السماوية على الفرح والسرور والود، وما أحوج الانسانية اليها اليوم حيث تتفجر كل يوم براكين دماء الضحايا والمصابين مخلفة وراءها آلافا من الأرامل والثكلى والأيتام والمعوقين، اضافة الى تدمير مؤسسات البناء، تأتي هذه الأعياد لتذكر الانسان بطريق الهداية وقادته ومهما اختلف الانسان وتعددت اهتماماته فليس له محيص من العودة الى الله والى أنصار الله تعالى يستلهم منهم النور والطمأنينة.