يحكى أن أعرابيا هجم عليه لصوص وسلبوه إبلا كان يرعاها، فهرول إلى قومه يروي لهم الواقعة، وحاول ختاما أن يوحي لهم بقوته وسطوته، وبالتوازن مع اللصوص بقوله: «أشبعتهم شتما، وفازوا بالإبل»!
وينطبق ذلك على الوضع في سورية، فدرج المحللون السياسيون العرب المناهضون للنظام السوري وحلفائه من الإيرانيين والروس، على كيل الشتائم والبيانات والتغريدات المنددة بالديكتاتورية والبطش بالأسلحة الكيميائية، والاتهامات بالتمدد الفارسي، والتبشير الصفوي! والاستعمار الروسي! بينما النظام وحلفاؤه يكسبون الجولات الحربية، ويتوسعون في بسط سيادتهم على مزيد من المدن والقرى، ومحاصرة وطرد المعارضة المسلحة وجوقة الإرهابيين، ويتأهبون للصدام مع إسرائيل، ويفرضوا الأمر الواقع، دون أن تستطيع حتى الصواريخ الأميركية والأوروبية أن تغير شيئا!
وكذلك ذات المثل ينطبق على آلية محاربة الفساد الإداري والمالي عندنا في الكويت، فقد اشبعنا نواب مجلس الأمة بالخطابات التي تبرد القلب مؤقتا، والاستجوابات الشجاعة المزينة بالمستندات والأرقام، والتي من شأنها أن تمتص القهر مؤقتا من صدور المواطنين! بينما فاز القوم بالأموال والمناصب!
هكذا للأسف، سارت الأمور من قبل عقود كثيرة، ومن بعد، وكان لكل منها رجال وصحافة ورموز وقوى وطنية، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. ما زالت الكويت تنجب مزيدا من هذه الحناجر البطلة، ومهما اشبعوها بالشتائم، ولكن تبقى الحكومة هي الأقوى وهي المنتصر وكلمتها هي الماشية وهي وأعوانها هم الفائزون بالإبل!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[email protected]