بهذا العنوان جاء مؤلف أ.د.محمد المحميد ليترجم في كتابه الجديد عن سيرة جده المرحوم الحاج احمد يعقوب المحميد (1901 - 1981) والذي يعتبر بحق احد الموثقين لتاريخ الكويت، وكان يرجع إليه المهتمون بأنساب الأسر الكويتية، وتفاصيل الأحداث التي ألمت بهذا الوطن.
وساهم في إعداد شجرة عائلة آل الصباح الكرام، ورصد حركة هجرات العوائل الأولى التي أسست الكويت، وكان دكانه المتواضع في سوق الماء القديم - المتفرع من سوق الخضار الحالي بالمباركية - مجلسا لرواده لتداول الشؤون الثقافية والأدبية والتاريخية والدينية، كما هو حال الرعيل الأول عندما تتحول دكاكينهم إلى منتديات، وسجل له المؤرخ سيف مرزوق الشملان، والإعلامي القدير المرحوم رضا الفيلي في السبعينيات مقابلات تلفزيونية توثق هذا التاريخ بصوته وصورته، قام المؤلف بتفريغها الآن في كتابه، وهي ذات مضامين وطنية غاية في الأهمية، ومنها مدى انسجام المواطنين، بحيث لا يستطيع أحد التمييز بين الشيعة والسنة، وينفي وجود «منازعات» حول الحسينيات، وإنما طلب حاكم الكويت آنذاك المرحوم الشيخ سالم الصباح من رواد الحسينية أن يمارسوا شعائرهم داخلها وليس خارجها.
وتحدث عن وقائع معاضدة الشيعة لآل الصباح وأسباب ذلك وحماية الكويت من الداخل كما في واقعة الجهراء، عندما نسق المرحوم السيد محمد مهدي القزويني مع المرحوم الشيخ احمد الجابر، أو على حدودها الخارجية كواقعة الرقة بالتآزر مع أهالي الكويت جميعا، ويذكر المؤلف حكايات ووقائع تؤكد العلاقة الوطيدة بين الحجي احمد وشيوخ وأمراء ورجالات الكويت، ويتحدث كذلك عن مدى تعاون أهل الكويت في بناء سور الكويت الأول والثاني ويدلل على حدودها وأماكنها.
كما ضم المؤلف مقابلة قيمة مع السفير السابق جاسم المباركي، ليتحدث عن ذكرياته مع المحميد ويوثق ذات الأحداث مع والده ومع المرحوم سلطان أمان، ويسلط الضوء على احدى الشخصيات الوطنية المغيبة وهو المرحوم عبداللطيف باقر المحميد الذي عمل قنصلا لبريطانيا في مسقط، وكان له دور إيجابي في إصلاح ذات البين بين قبيلتين على خلاف التعليمات الاستعمارية، فتم اغتياله على ظهر السفينة التي أقلته إلى المنامة حيث دفن هناك عام 1938م.
وهو كتاب توثيقي في 200 صفحة بلسان المرحوم أحمد المحميد
لا غنى عنه للمهتمين بتاريخ الكويت.
[email protected]