يحتفل المواطنون الشيعة في الكويت، بل وفي أنحاء العالم، في يوم 18 ذي الحجة من كل عام بـ «عيد الغدير»، فما هو هذا العيد؟!
ببساطة شديدة، هو اليوم الذي انتهى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من آخر حجة له والمعروفة بـ«حجة الوداع»، ففي طريق عودته، وبالتحديد في غدير خم من الجحفة، نزلت عليه الآية الكريمة (يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (المائدة/67)، وكان يتشعب منها طرق عودة الحجاج إلى: المدينة ومصر والشام (انظر مادة الجحفة من معجم البلدان- ياقوت الحموي)، فوقف هناك وجمع الحجاج قبل تفرقهم الى بلدانهم، وبعد صلاة الظهر، ثم قام خطيبا فقال صلى الله عليه وآله وسلم «.. كأني قد دعيت فأجبت، اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وانا مولى كل مؤمن. ثم اخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه...» (انظر المستدرك على الصحيحين للحاكم للنيسابوري ج3 ص109/ احمد بن حنبل في مسنده ج4 ص366/ ابن الاثير في أسد الغابة ج2ص12.. وغيرها الكثير، انظر غوغل).
وأقبل المسلمون يهنئون الإمام علي بن ابي طالب. ومنهم كبار الصحابة كالخليفة عمر بن الخطاب الذي هنأه بقوله «هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن».
ولما فرغ الناس، أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه، ففعلن ذلك.
(ورد بألفاظ عدة. انظر مثلا أبو زهرة في كتابه خاتم النبيين (ج3/ ص1083) رواه أصحاب السنن الأربع والإمام أحمد بطرق صحيحة)
ربما يستوحش بعض الناس من كلمة «عيد» هنا! والعيد يطلق على المناسبات العظيمة حتى يعود الناس إلى الله تعالى. نعم في زماننا المعاصر استعير هذا المصطلح لتنبيه الناس للاحتفال بذكريات الأحداث الخالدة كعيد الاستقلال والتحرير. أو الرمزية كعيد الأسرة والشجرة..الخ.
وأكتب ذلك، لمزيد من الثقافة الدينية التعددية، للفهم الصحيح المتبادل، لما تم تشويهه لتكريس الكراهية، بينما هي للتعايش وتبادل الود والاعذار المتبادل.
وأسعد الله أيامكم جميعا بالمسرات والأفراح.
[email protected]