«السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين عليه السلام...» (من نص زيارة الإمام الحسين عليه السلام).
ربما يتوهم البعض أنها من الغلو في تقديس الحسين عليه السلام، ولكن من فهم مصاديق هذا النص، يتبين أن المؤمن العادي منا يمكن أن يكون جامعا لكل هذه الديانات السماوية، إذا سار على الصراط المستقيم الذي حدد معالمه رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بوصفه نبي الإسلام وخاتم النبيين، وخاتم الرسالات، فهو الجامع لما قبله، الناسخ لما سبقه، الذي لا دين بعده.
بل روي عن أبي داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في ضمن حديث طويل: «إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم»، و«عندما يعلن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن حسين مني وأنا من حسين»، فالنتيجة المنطقية أن الحسين هو امتداد للنبي صلى الله عليه وآله، لا في جيناته الوراثية الطاهرة فحسب، ولكن ورث عنه العلم والرسالة بوصفه إماماً مفترض الطاعة، وفي ترسيخ الإسلام والدفاع عنه كما هو في جهد وجهاد جده صلى الله عليه وآله، وقد رأى أن الإسلام في خطر داهم، وقد لاحت مظاهر الفساد في المال العام، وفي سفك الدم الحرام، وبدأت الردة والبدع تأخذ بتلابيب المسلمين. وقد أعد الحسين عليه السلام لدوره الثوري الإصلاحي، ولبذل التضحية الجسام ليوقظ الأمة لهذا الخطر، بعد أن فشلت المحاولة السلمية التي بدأها شقيقه الحسن عليه السلام الذي أعد كذلك لدوره في تلك المرحلة، فهما «إمامان قاما أو قعدا».
بل إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أمته مسبقا بتضحية سبطه وبنت نبيه، وحذر تكرارا، بقوله تارة وبمشاعره عندما أبكاه ساعة ولادته تارة أخرى، ثم أعطى الدليل المادي لحتمية وقوع هذه الجريمة الكبرى، عندما أعطى أم المؤمنين أم سلمة قارورة من تراب كربلاء لتتحول إلى دم مع ساعة مقتل ولده الحسين عليه السلام.
وقد أفصح الإمام الحسين عليه السلام عن هدفه قائلا: «فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر». وهي ذاتها أهداف الأنبياء والرسل، أهداف تجمع عليها الإنسانية كلها، ولذلك أصبح الحسين (ع) أنشودة يتغنى بها المصلحون، ووقودا لحماس المجاهدين بالحق في كل عصر ومصر.
السلام عليك يا ثأر الله وابن ثأره والوتر الموتور، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
يا أبا عبدالله لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الإسلام، السلام عليك وعلى أختك الحوراء زينب بطلة كربلاء، وعلى أخيك أبي الفضل العباس ساقي عطاشى كربلاء.
[email protected]