[email protected]
يكفي أن تذكر هذا الاسم مجردا «حجي كاظم»، ليعرف من المقصود، وكأنه الوحيد بهذا الاسم!
هو الأب الروحي والأخ الكبير والقيادي والموجه والمرشد لجمع المؤمنين والمؤمنات، يتواصل معهم، حتى وهو قعيد المرض، لا يرتاح له بال حتى يؤدي حق الإخوة في الله بزيارتهم في دواوينهم وبيوتهم.
كبير في السن لكنه يحمل قلبا ينبض بروح الشباب وإبداعهم، نظرته بعيدة منذ بداية شبابه عندما جمع بين تجارة الدنيا وتجارة الآخرة، حتى اذا اشتد عوده واكتملت مريته، فرغ وقته وجهده لخدمة الناس، فتعددت وتوسعت أعماله، فكسب ثقة التجار والمحسنين والمسؤولين والناس اجمعين، وتبنى في ادارة أعماله الخيرية الادارة المؤسساتية في الاختصاصات والمجالات: فهو شغوف بتنامي الوعي الإسلامي والبحث العلمي ولذلك أسس مؤسستي البلاغ والتوحيد اللتين تصدران مجانا الآلاف من الكتب الى العالم بمختلف لغاتهم، مثلما أسس دار الزهراء كمنارة للإرشاد الديني والتوجيه الاجتماعي والتي تبنت ولأول مرة مشروع التبرع بالدم لكل الناس في ايام عاشوراء الحسين عليه السلام.
هو قبلة للسياسيين يشاورونه في مشاريعهم، وهو الناصح الأمين لهم. يتحمل مسؤولية الكلمة، ولذلك لا يتردد في إيصالها إلى القيادة السياسية العليا في مختلف مراحلها. مثلما يوصلها إلى العلماء الأجلاء فتوطدت علاقته مع المراجع الدينية، مستفتيا في كل إشكالات الحياة، بعد أن يشخص الحالة تشخيص البصير الناظر إلى أوجه المصالح والمفاسد، ولذلك أسبغوا عليه شرف التوكيل من مراجع الأمة.
هو بحق ابو الفقراء والأيتام، يتكفلهم بالطعام والسكن والملبس والتعليم والصحة أينما وجودوا، من مجاهل أفريقيا وغاباتها، الى وعورة الجبال في أقصى البلاد الآسيوية.
وفي محنة الغزو الصدامي، فتح مؤسساته في الداخل والخارج لاحتضان إخوانه المواطنين يتولاهم بالرعاية والحنان بلا منّة.
ومن اجل تيسير رحلة الحج، ابدع في خلق «حملة التوحيد» للحج والعمرة غير الربحية، أيام السبعينيات - ولأول مرة كذلك في الحملات الخليجية - لتبقى حتى الآن نموذجا متقدما متطورا في حسن الإدارة وتقديم الخدمات الراقية، لتحصد الجوائز التقديرية من وزارة الأوقاف.
يحمل دائما هموم الإسلام والمسلمين، وسجيته الغيرة والغضب لله تعالى، صريحا لا يخاف فيه لومة لائم في أي خدش للإسلام في قضاياه ورموزه من العلماء والعاملين، لكن الجميع ينحني له إجلالا واحتراما لتواضعه وترحيبه للحوار ولاستماعه للرأي الآخر.
لكن مواقفه الصلبة كلفته الكثير حتى ذاق مرارة السجن في أثناء مراحل الصراع الإقليمي.
وها هم ذات الناس اليوم من كل مكان يتسابقون في نعيه ورثائه وترديد مآثره الخالدة، ولتشيعه في يوم انتقاله الى الرفيق الأعلى سبحانه مستجيبا لنداء ربه، آمنا مطمئنا لرحمة الله الواسعة.
اللهم إنا نشهد أنه نعم العبد الصالح المحسن، اللهم فزد في إحسانه، وارفع درجته إلى أعلى عليين، مع النبيين وآله الطاهرين وأصحابهم الميامين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
ورحم الله من أهدى العم والوجيه الحاج كاظم عبد الحسين محمد، ثواب قراءة الفاتحة، وكذلك لأرواح موتاكم جميعا.