أخذ أشباه الرجال من «القوامة» تفويضا مقدسا للتسلط على المرأة بسلب أموالها وحريتها وكرامتها، وتحميلها أعباء ما لا طاقة لها به. حتى تحولت في أنظارهم الزوجة إلى أمة تخدم سيدها وتقضي وطره! فعادت النخاسة من الأسواق إلى البيوت.
ومن تقول «لا» تصبح متمردة على هويتها كعبدة! مثلما أشباه النساء المتسلطات بغرور في صراع مفتعل ضد الرجال تضيق عليهم صلاحياتهم العادلة، سليطات اللسان من الصراحة إلى الوقاحة.
وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا للنساء والرجال في ابنته الزهراء عليها السلام، التي تفاعلت مع مجتمعها كقدوة لهم ولهن، حتى أصبح رضاها من رضاه، وغضبها من غضبه. حتى في نيران الفتنة بعد وفاة أبيها، ذكرت الناس بفضل الإسلام عليهم بعد أن كانوا «... موطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القد أذلة خاسئين..» (الطرق: الماء الذي خاضته الإبل وبركت فيه - القد: الجلد غير المدبوغ) وعرفتهم بموقعها الرسالي: «... اعلموا أني فاطمة وأبي محمد، أقول عودا وبدوا ولا أقول ما أقول غلطا ولا أفعل ما أفعل شططا..»
حاشاك يا بنت رسول الله، صلوات الله وسلامه عليكم أهل البيت.
(13جمادى الأولى ذكرى وفاة مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام).
[email protected]