داخل صرح مستشفى الأميري الجديد بدلا من أن ترتقي وتتوسع ضاق المكان المخصص لانتظار صرف وصفات الأدوية بالمرضى المحدد لهم ممر بنحو «درزن» من الكراسي المتراصة للرجال والنساء، تطل عليهم فتحات صغيرة لينادي منها الصيادلة على أسماء المرضى من دون «ميكروفون»، ولوحات أرقام الدور في اتجاه معاكس لنصف الجلوس، بل ازدحم الممر عندما تواجد المعاقون من ذوي الكراسي المتحركة! وبعيدا عنه مكان لاستقبال أصحاب الوصفات عبر استخدام جهاز إلكتروني «يخرع» ذي شاشة عريضة، تتوقع بضغطة زر أن تنزل عليك الأدوية فورا! لكنه مجرد آلة لإخراج أرقام الدور! حيث ينتظر المسؤول تجميع الوصفات، ليسرع الخطى لتسليمها داخل الصيدلية! مما يجعل المكان القديم في ملحق «شبرات» الأميري هو الأفضل.
صحيح إنه شيء بسيط وان كان مزعجا، لكنه رمزي يدلل على تدني روح الإبداع والتطوير وسوء التصميم، وكيف انطلى ذلك على المسؤولين دون دراسة متأنية، وقصور في الرؤية المستقبلية، وضحالة بالتخطيط لاستيعاب مزيد من أعداد المرضي الذين يمثلون سكان جميع ضواحي العاصمة حتى الدائري الرابع.
حقا لدينا جميع الإمكانات الفنية والمالية، لكننا نفشل في توظيفها وفق المضمون المتقن، لينصب اهتمام المسؤولين على قشور المظهر والبهرجة بفرحة الافتتاح وتسجيل رقم للإنجاز! وها هو نموذج آخر لها!
[email protected]