ورد في وصف المتقين (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران: 134، وكظم الغيظ معناه حبسه.
وقد وردت مرادف «كظم» ست مرات في القرآن الكريم، وفي واقعنا لها مسميات أشخاص وعوائل محترمة، وأماكن مقدسة.
وكلها ترجع إلى «الكاظم» وهو لقب سابع أئمة أهل البيت النبوي الشريف وهو الإمام موسى بن الإمام جعفر الصادق عليهما السلام (128- 183هـ) الذي قام بدوره الرسالي في تعليم وتفقيه وتوجيه وتوعية الأمة، وحمايتها من أفكار الإلحاد والزندقة، ومن تسرب سلوكيات الفسق والمجون، وضد التسلط والظلم، مما عرضه لمحاصرة الخلافة العباسية ومراقبتها له وتحميله مسؤولية قيام ثورة «فخ» ضدهم.
فتجاسر الخليفة هارون الرشيد عندما ذهب للحج فبدأ بقبر الرسول صلى الله عليه وآله وقال «يا رسول الله أعتذر إليك.. أريد أن أحبس موسى بن جعفر..»! ليسجن الإمام في طوامير السجون (تحت الأرض)!
لكن كظم الإمام عليه السلام غضبه لهذا الظلم ليتحول إلى طاقة ليتفرغ أكثر في السجن لعبادة الله والتهجد، وعمل لهداية المسجونين والسجانين معا! مما أثار الخلافة العباسية لتغتاله مسموما في مثل هذه الأيام، ويدفن في مكان يعرف بمحلة (الكاظمية) في بغداد، حيث يتشرف محبوه بزيارة مرقده الشريف، وبجواره يدعون الله تعالى (الذي لا اله إلا هو لا شريك له) لقضاء حوائجهم للدنيا والآخرة.
(25 رجب ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام).
[email protected]